لم نتعود على أن يصرح أحد المسؤولين في أي دائرة حكومية أو خاصة مقدما اعتذاره عند وقوع أي تقصير في الجهاز الذي يديره وتسببه في أضرار مباشرة للمواطنين! لذلك فإن اعتذار المسؤولين في شركة الكهرباء يعتبر سابقة تحمد لهم خاصة وأنهم استشعروا مدى فداحة المصيبة التي وقعت على رؤوس المواطنين في عدد من المحافظات التي جعلت المواطن لم يعد يشعر بالاطمئنان لإجراءات شركة الكهرباء ولا احتياطاتها التي يبدو أنها كانت أقل من أن تتحمل الكارثة او ما يسمى بأربعاء الظلام! الاعتذار الذي تصدر تبريرات الشركة توجه لمشترك يدفع الفواتير اولا باول وبحسب التسعيرة والاشتراطات التي تضعها من جانبها دون تأخير! الشركة رفضت مبدأ التعويض للمشتركين وقال احد مسؤوليها ان هذا غير وارد وبالطبع سيكون غير وارد في كل مرة ينقطع الكهرباء فيها عن البيوت والمصانع والمحلات والمستشفيات فمن سيجبر شركة الكهرباء على أن تدفع للناس أو تعوضهم عما أصابهم! لذلك فمن سيقرأ مثل هذه الاعتذارات (الشجاعة) ربما سيفهم ان الشركة صريحة وواضحة وشفافة مع مشتركيها وتحب أن تجبر خواطرهم بتصريحات لأحد مسؤوليها تعتليها صور متعددة المقاسات والأوضاع! ومهما كان فإن شجاعة مسؤولي الشركة واعتذارهم في وسائل الإعلام كما قلت هو بادرة حسنة ويشكرون عليها لكني اتمنى ألا تتكرر أي الا تتكرر مصيبة انقطاع الكهرباء فيتلوه اعتذار!! لأن الاعتذار القادم سيكون بلا فائدة! إلا اذا مثلا صرح المسؤول بالاعتذار ثم تلاه بقرار شجاع مثل أن يقدم استقالته اعترافا بالتقصير وتحمل المسؤولية فنحن نسمع ونقرأ أن هذا ما يفعله المسؤولون في بلدان أخرى!! والا المسؤولين عندنا غير!!
alhoshanei@hotmail.com