إن المتأمل في واقع الجمعيات الخيرية في المملكة العربية السعودية ليلحظ النقلة النوعية في البرامج والخدمات المقدمة للمستفيدين فبعد أن كانت الجمعيات وسيطاً فقط بين المحسنين والفقراء حيث انحصر دورها في تلقي المساعدات ومن ثم إيصالها إلى مستحقيها مما ترتب على ذلك آثار سلبية على المتلقي الكريم وانطفأت لديه جذوة المبادرة والعزيمة والعمل، وأصبح ينتظر طرق الباب أو الذهاب إلى الجمعيات الخيرية بصفة دورية؛ مما ولد عند الكثير منهم الخمول والكسل.. أصبح للقائمين على هذه الجمعيات مبادرات طيبة حسنة تهدف إلى إعفاف الأسر عن المسألة ونقل أفراد الأسر من أفراد مستهلكين إلى أفراد منتجين إلى حد ما، وذلك عن طريق حزمة من البرامج الغنية بالأفكار الجديدة والمواكبة لمشاكل هذا العصر، منها مشروعات تيسير الزواج ودورات الحاسب الآلي ودعم الأسر بالأدوات اللازمة لأعمال مثل الخياطة والأطباق الغذائية أو دورات في تنمية الذات ودورات تثقيفية وتأهيلية لسوق العمل وغيرها من البرامج والأنشطة الخيرية ذات الدعم غير المباشر، وهذا الاتجاه أحدث هذا الفرق الذي نلمسه الآن.
ولم يكن ليتحقق هذا إلا بفضل الله ثم الدعم الذي تجده الجمعيات الخيرية من خادم الحرمين الشريفين وحكومته الرشيدة بكل الأشكال، ومن ذلك السماح بامتلاك أراض خاصة بالجمعيات وزيادة الإعانات السنوية والمشاركة في أجور الكهرباء.. كل ذلك وأكثر دلالة على أن الجمعيات الخيرية في هذا البلد المعطي بخير وعافية بل هي إلى الأحسن في كل عام بفضل الله.
إن 411 جمعية خيرية حكومية و40 مؤسسة خيرية خاصة لتبشر - إن شاء الله - بغد مشرق للعمل الخيري مع الوقوف على مكامن الخلل وتسديد النواقص والسير بالعمل الخيري إلى آفاق واسعة شفافة تحقق ما يصبو إليه القائمون على مسيرة العمل الخيري.. جزى الله المحسنين كل خير، وأدام على بلادنا نعمة الأمن والأمان، وأبقاها رائدة العمل الإنساني.
- مدير فرع جمعية البر الخيرية بالطرفية الشرقية