ما جاء أمس في تصريح المصدر المسئول بوزاة الداخلية وكشفه عن بعض النماذج والمبادرات التي أقدم عليها المواطنون السعوديون في تصديهم لآفة الإرهاب ومشاركتهم أجهزتهم الأمنية في جهود قطع دابره، يوضح وبشكل جلي أن الشعب السعودي قد كون مع قيادته جبهة داخلية صلبة وصعبة الاختراق من قبل منظري السواد ومفكري التكفير من المدلسين والمرجفين الذين بليت الأمة بترهاتهم واتشاحهم بعباءة التصريح والتقبيح تحت غطاء الدين الذي استغلوه لاغراضهم الخاصة، كما استغلوا هم من قبله من قبل جهات أصبح شغلها الشاغل ضرب الاستقرار بالبلاد، وهدم كل إنجازاتها الحضارية والانسانية من خلال نشر ثقافة التفجير والانتحار ولي أعناق المفاهيم وطليها بمساحيق الفتاوى المفجرة التي تخاطب عقول المراهقين واللامسئولين من صغار السن وسذج الفهم.

وقد أورد المصدر المسئول من الحالات التي تثلج الصدر الكثير فمنها الزوجة التي حرصت على حماية زوجها من الوقوع في براثن الجريمة من خلال لجوئها إلى أهل العقل والقرار السليم، ومنها مواطن يتصل بالرقم990 للابلاغ عن نفسه ليخلي مسئوليته أمام الجهات القانونية ويقي نفسه شر الابتزاز والانجرار إلى هاوية الارهاب.

وكنا قد تحدثنا فيما سبق ومن خلال رأي الجزيرة عن أهمية التنشئة الاجتماعية، ونكرر القول والتأكيد الآن أن الدولة والجهات الرسمية وبالرغم مما تتحمله وتقوم به من جهود جبارة في نهضة الوطن وبناء مستقبله فإن الأسرة بذاتها تتحمل هي أيضاً الكثير من المسئولية في صنع مستقبل الفرد وتقويم مساره الاجتماعي والعمل على تكوينه بشكل سليم ومتزن، سواء كان ذلك في إطار الأسرة أو من خلال الاستعانة بالجهات المسئولة التي وفرت لها الدولة كل الإمكانيات من متخصصين نفسيين أو رجال دين مناصحين ومرشدين لا تنقصهم الخلفية العلمية.

يظل المجتمع السعودي بالتحامه مع قيادته ضد آفة التطرف والإرهاب المعادلة الأصعب ضد أرباب الفكر الأسود ومريديه، وتظل الإنجازات المشتركة في دحر آفة الإرهاب وتحقيق النجاحات المتتالية ضدها سواء كان ذلك على أرض الواقع أو على مستوى العقل والفكر أنموذجاً يستحق الإعجاب والتقدير الذي حدا بالكثير من دوائر صنع القرار في أكثرالدول تقدماً بالنصح باتبعاع الاسلوب السعودي في قطع دابر آفة الارهاب وتجفيف منابعة وحماية ضحاياه من أنفسهم.