عبد الناصر غارم العمري فنان تشكيلي شاب قابلته أول مرة عندما زار قسم الفنون التشكيلية في الرئاسة العامة لرعاية الشباب قبل أكثر من عشر سنوات، وكانت زيارته للرئاسة وقتها بدافع حماسي حيث إنه جاء يسألني وزميلي الفنان التشكيلي المصري (طيب الذكر) سمير ظريف عن المعارض التشكيلية وطبيعة المشاركة في المعارض والمسابقات، ومنذ تلك الفترة والفنان عبد الناصر يسجل حضوراً تلو حضور، فلقد أقدم على المشاركة في معظم المعارض والمسابقات التي تنفذها الرئاسة واستطاع ومن خلال حماسه أيضاً وجرأته اللونية خاصة في الألوان المائية أن يفرض له حضوراً كثيرا، فلقد حقق العديد من الجوائز وقصب السبق في العديد من المناسبات التشكيلية المحلية التي من خلالها انطلق إلى المشاركات المتعددة في الفعاليات الدولية المختلفة، والفنان عبد الناصر من الفنانين القلة الذين لا يركنون إلى الهدوء فهو وان كان يعمل في قطاع حكومي يفرض عليه الارتباط والانضباط إلا أنه وبدوافع ذاتية وحماس وحبه لهوايته ورغبته الجادة أصر على أن يتواصل مع كل جديد في هذا العالم الجمالي، ثم انه أيضاً يمتاز بثقافة جمالية جيدة أهلته لأن يكون ملما بكل تفاصيل منجزاته التي تناولت معظم الجوانب المختلفة، فانشغل بأعمال للوطن والبيئة والحروفيات والروحانيات والعمارة وكانت ألوان الماء هي الوسائط المحببة لديه حتى واصل مشواره في هذا المسار إلى أن قرأت في هذه الصفحة انفرادها بخبر حصول أحد أعماله على الجائزة الأعلى سعراً للوحة تشكيلية سعودية في المزاد الذي إقامته مؤسسة BMG الخيرية في لندن قبل عدة أسابيع.
إن هذا الإنجاز السعودي العالمي هو فعلاً إنجاز جدير بالاحتفاء والتكريم كما يطالب أستاذنا محمد المنيف لأنه فعلاً إنجاز بحجم الوطن، وهو إنجاز يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الفنان التشكيلي السعودي قادر متى ما اهتم بمنجزاته وحرصه ومتابعته على أن يكون له حضور حتى في أكثر المناسبات منافسة.. وما هذا الإنجاز إلا مؤشر جديد لتنامي المستوى التشكيلي السعودي وأنه فعلا قادر بثقافته على أن يقدم لوطنه الشيء الكثير في هذا المسار الجمالي الجميل.
كل الشكر للفنان عبد الناصر على هذا الوهج الجمالي والشكر موصول للمؤسسة الراعية لمثل هذه الفعاليات الإنسانية الموغلة في الجمال.