صرّح من يسيّرون دفة برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للابتعاث الخارجي أثناء سيرورة عملية تدقيق وثائق الراغبين في الابتعاث للخارج والتي عقدت مؤخراً .
في مناطق عدة داخل أرجاء الوطن بأن من سُيمنح فرصة الابتعاث ضمن البرنامج الاستثماري البشري النوعي، وتحديداً الراغبين في الابتعاث لنيل درجة البكالوريوس سيُلزمون بحضور دورة تأسيسية لغوية هدفها مدهم بأساسيات لغة البلد التي سيُبتعثون إليها. وقد سبق لي أن طرحت على صدر صفحات جريدة (الجزيرة) الغراء مقالتين في أوقات متفرقة تناولت فيهما أهمية الإعداد اللغوي محلياً قبل الانتقال إلى بلد الابتعاث تطرقت فيهما إلى العوائد اللغوية، والاقتصادية، والتربوية، والإدارية التي يمكن جنيُها من جراء الشروع في تنفيذ فكرة تدريس من هم على أبواب الابتعاث أساسيات اللغة التي سيدرسون بها في فترة زمنية تسبق ابتعاثهم.
وإقرار مثل هذه الدورة التأسيسية اللغوية خطوة في الاتجاه الصحيح إذا ما نُفذت بشكل مدروس بعناية فائقة، ووفرت له كافة الإمكانيات ذات العلاقة. والحكم بصحة هذه الخطوة مبني على مساهمتها في تحقيق جملة من الأمور يأتي على رأسها أنها ستسهم بإعداد المبتعثين إعداداً لغوياً بشكل يكفل لهم بداية غير متعثرة في مسيرة ابتعاثهم، ولأنها ستعمل كذلك على اختصار الفترة الزمنية التي يمضيها المبتعث عادة في دراسة اللغة في بلد الابتعاث، وكذلك ستكون سبباً في تمكين المبتعث من تطوير مستواه اللغوي في بلد الدراسة وليس البدء في دراسة أساسياتها هناك ومن ثم الشروع في تطوير مستواه اللغوي لاحقاً. وأيضاً تُتيح مثل هذه الدورة الفرصة للمبتعثين دراسة اللغة في ظل مناخ لغوي أكثر هدوءا وإيجابية، وأقل ضغطا مقارنة بما يمكن أن يتعرض له عند بدء دراسته اللغة في البلد المبتعث إليها؛ حيث سيعاني من ضغط الغربة، ومحاولة التأقلم مع بيئته الجديدة، وتجربة تعلم اللغة الأجنبية. وفائدتها الأخرى تبدو في أنها أيضا تعمل على تسريع المدة الزمنية التي يحتاجها المبتعث ليكون أكثر تفاعلاً مع بيئته الأكاديمية، بل وحتى الثقافية، والاجتماعية الجديدة نظراً لامتلاكه قدراً لغوياً يجعله قادراً على التواصل بفعالية مع محيطه الدراسي الجديد.
وبما أن المشروع في طريقه إلى حيّز التنفيذ أجدها فرصة لأضع بين يدي مسؤولي الابتعاث لدينا جملة من التوصيات في محاور عدة وذلك رغبة في تحقيق عوائد إيجابية عالية القيمة من جراء سن دورة تأسيسية لغوية محلية لمبتعثينا. هناك اعتقاد جمعي شائع يرى أن دراسة اللغة محلياً هدر مالي، واستنزاف لجهد بشري لا طائل من ورائه، ومن هنا تأتي أهمية البدء ببرنامج تهيئة قصير يتم فيه الشرح بطريقة علمية لمن يحمل هذا الاعتقاد، ويؤمن به مبررات انعقاد الدورة اللغوية التأسيسية محلياً لمن هم على أبواب الابتعاث، والفائدة اللغوية التي سيجنيها الملتحق بها. ويمكن كذلك أن يكون ضمن فقرات برنامج التهيئة القصير استعراض تجارب حيّة مسجلة تم فيها رصد آراء، وأفكار، وتجارب مبتعثين يخوضون حالياً تجربة تعلّم اللغة الأجنبية من غير إعداد لغوي محلي مسبق في أرض الوطن. وأهمية ذلك تكمن في أن معرفتهم بذلك تزيد من تفاعلهم مع برنامج الدورة، وتزيد من دافعيتهم لمحاولة الاستفادة القصوى من الكم المعرفي اللغوي الذي يقدم لهم أثناء الدورة. وإضافة إلى ذلك يُفضل أن يشتمل برنامج التهيئة القصير المقترح قبل البدء الفعلي للدورة اللغوية التأسيسية مناقشة موسعة لبعض المفاهيم العامة المتعلقة بتعليم اللغات الأجنبية بما في ذلك طرائق التعلم Learning Style ، والاتجاه Attitude ، والدافعية Motivation ، والشخصية Personality ، وغيرها من القضايا ذات العلاقة.
وبعد إحداث التهيئة اللغوية المطلوبة يحسن الالتفات إلى جزيئات ذات أهمية قصوى تطال الجانب التنظيمي والإداري، وكذلك المجال التربوي اللغوي. بما أن التركيز سيكون بالدرجة الأولى منصباً على محاولة الرفع من مستوى الملتحقين بالدورة في مهارة المحادثة فيقترح أن يكون هناك مادة مستقلة للمحادثة يمكن أن توزع على مدار الأسبوع بحيث يكون هناك حوار مقنن، وآخر حر، وثالث يجمع بين هذا وذلك، وأن يتولى إدارة دفة هذا الجزء متحدث اللغة الأجنبية باعتبارها لغته الأم. ويُقترح أن يخصص 3 ساعات في الأسبوع لإتاحة الفرصة للطبلة للتعرض لأنواع مختلفة من الحوار بما في ذلك الحوارات المقننة التي تعرض على ناظر الطالب مواقف لغوية مستقاة من الواقع، ومن ثم يتم إجراء ناقش حول ذلك الموقف اللغوي والاجتماعي يمكن تسمية هذا النوع ب(مواقف لغوية)، وأن يكون هناك مجال لحوار آخر حوار يمكن تسميته هذا النوع ب(الحوار المفتوح) حرا يتاح للمتعلم فيه أن يخوض في أي موضوع يود الحديث عنه. وأن يكون هناك أيضا مجال لحوار من نوع ثالث يمكن تسمية هذا النوع ب(الحوار المزدوج) يجمع بين الحرية والتحديد المسبق يعطي المرشح للبعثة الفرصة للتعرف على أنماط ثقافية واجتماعية للبلد الذي سيُبتعث إليه.
وفي جانب آخر فبحكم أن هذه دورة لغوية تأسيسية فيستحسن أن يكون هناك تركيز مباشر على محاولة إكساب المرشحين للابتعاث الاستراتيجيات الخاصة بكل واحدة من المهارات اللغوية الأربع الأساسية المحادثة، والاستماع، والكتابة والقراءة والتي أثبتت دراسات تعلّم اللغة الثانية نجاحها، وفائدتها حتى يكون بإمكان من هم على أبواب الابتعاث تبنيها، ومن ثم جعلها من بين الطرق التي يتبعونها في محاولتهم إتقان كل مهارة لغوية بشكل خاص، واللغة بشكل عام. وذلك كله يتيح للمتعلم الانتقال من مرحلة عدم الوعي بوجود تلك الاستراتيجيات، وعدم الكفاءة فيها Unconscious Incompetence وصولاً إلى الوعي الكامل فيها وإتقانها Conscious Competence
ونظراً للرغبة في تحقيق عوائد لغوية ذات قيمة عالية فيقترح أن يتم انتقاء من يتولون التدريس في هذه الدورة بناء على مواصفات ومعايير علمية منها: أن يكون المعلمون ذوي خبرة ميدانية في تدريس ذوي المستويات الدنيا في اللغات الأجنبية، وأن يكون لديهم خبرة كافية في تدريس إحدى المهارات اللغوية الأربع الرئيسة وقواعد اللغة الهدف بشكل مستقل. والأولوية ينبغي أن تكون لأولئك النوع من المدرسين الذين أُتيحت لهم فرصة العيش والدراسة في إحدى الدول الناطقة باللغة التي سيدرس فيها المبتعث. ويُفضل أن تمنح فرصة التدريس في الدورة فقط لحديثي التخرج من أجل ضمان أن يكونوا على اطلاع بالطرائق، والتوجهات الحديثة في مجال تعليم وتدريس اللغات الأجنبية. كما يجب أن يكون من يتولى التدريس في الدورة مفرغا لهذه المهمة، أو على أقل تقدير ذا نصيب تدريسي منخفض. وكذلك في حال تمت الاستعانة بمتحدثي اللغة الأجنبية كلغة أم فيجب أن يكونوا من المتخصصين في تدريس تلك اللغة وليسوا فقط ناطقين بها كلغة أم.
ويفضل هناك أن هناك توظيفا حقيقيا للتقنية والمصادر الإثرائية أثناء تطبيق الدورة بحيث يتاح للمرشح للابتعاث الاستماع إلى اللغة الإنجليزية من خلال أشرطة تسجيل، أو مشاهدة مواد تعليمية لغوية يمكن أن تعرض عن طريق أشرطة فيديو، وأن يكون هناك توظيف عملي للبرامج اللغوية الحاسوبية التي يمكن أن تستخدم داخل الصف، أو خارجه وتعطي الطالب فرصة أكبر لإجراء تدريبات لغوية معززة، وأن يتم تزويد المراكز التي ستقام فيها الدورة بالقصص القصيرة القصص القصيرة المشوقة التي تشجع الطالب على القراءة باللغة الإنجليزية، وكذلك الوسائل التعليمية المساعدة، والمصادر الإثرائية الحديثة.
ولا يقل أهمية عن ذلك توظيف الطرق التربوية اللغوية المناسبة المتمثلة إما في الطريقة التكاملية Integrative Approach والتي تحقق عدداً من الإيجابيات تتمثل في توفير في العنصر البشري المطلوب لتدريس الطلبة؛ لأن الأستاذ الواحد يمكن أن يتولى لوحده تدريس الطلبة في حدود الثلاث ساعات تتخللها استراحة قصيرة، والفائدة الثانية تكمن في إحداث نوع من التعزيز والتدوير لبعض المعلومات والمفردات التي يمكن أن يتم تداولها في جميع المهارات. ويمكن كذلك استخدام الطريقة التدريبية على استراتجيات المهارات اللغوية Strategies-Based Instruction وهذه الطريقة أيضا ربما يكون مناسبة لعينة الطلبة الذين سيتم إعدادهم بأساسيات اللغة الهدف والتي يأتي ضمنها الاستراتيجيات العامة الخاصة بكل مهارات لغوية والتي يحتاج أن يتعلمها من هو على أبواب الابتعاث بحيث يمكن أن يتبنها ويعمل على تطبيقها طلية فترة دراسته اللغة الأجنبية. وإلى جانب هاتين الطريقتين يمكن كذلك توظيف الطريقة التقليدية Traditional Approach التي تعتمد تدريس مهارات اللغة الأربع كل على حدة بجانب قواعد اللغة الأجنبية الهدف. ويمكن اعتماد هذه الطريقة والاستفادة من توصيات الطريقين الأولى، والثانية، وكذلك الطريقة التواصلية Communicative Method في تعليم اللغات الأجنبية بحيث يكون هناك منهج تكاملي يتم فيه تدوير للمعلومات والمصطلحات التي يتعرض لها الطالب في كل مهارة لغوية، وكذلك يتم في بداية كل درس شرح إستراتيجية معينة، وضرب الأمثلة عليها، ومن ثم إتاحة الفرصة للطلبة للتدرب عليها، مع التركيز في جميع الأنشطة الصفية على الجانب التواصلي التي توصي به الطريقة التواصلية في تعليم اللغات الأجنبية.
وأثناء ذلك كله يجب الابتعاد مسافات عن طرائق التدريس التقليدية المتبعة، وبخاصة طريقتا السماع Audio-Lingual Method والترجمة Grammar Translation Method . في الطريقة التقليدية الأولى -أي الطريقة السمعية - تعطى الفرصة للمتعلم للاستماع إلى اللغة -التي تقدم له غالبا على شكل حوار -أولاً، ثم تمكينه من الرد الشفوي. وتدريس اللغة بناء على هذه الطريقة يتم عن طريق المحاكاة، والاستظهار، والتدريب على الأنماط اللغوية بشكل متواصل كي يتمكن المتعلم منها تمكناً تاماً، ويتم تطبيقها بصورة آلية دون التفكير في الأجزاء المكونة لها. وفي طريقة القواعد والترجمة -وهي أقدم طرق تعلم اللغة الأجنبية، أو الثانية- ينصب التركيز على التحليل اللغوي، أو الإسهاب في شرح القاعدة اللغوية التي سيتم تدريسها، وحفظ النصوص، ويتم حفظ القاعدة اللغوية، وتدريس الكلمات ضمن قوائم وليس في جمل وظيفية كالتي يستخدمها المتعلم في حياته اليومية وإنما في جمل كتبت خصيصا لتوضيح القاعدة أو الصيغة اللغوية. وسبب الدعوة إلى التخلي عن استخدام هاتين الطريقين يعود إلى أن الاهتمام فيهما يكون منصباً على تدريس قواعد اللغة الإنجليزية على حساب المهارات الأخرى مثل المحادثة، والقراءة، والكتابة، والاستماع؛ فالمتعلم لا يدرس مثلاً طرق فهم المخاطب، والطرق المعينة على فهم النص المقروء، ولا يدرس كذلك كيفية استعمال اللغة في مواقف لغوية واجتماعية متعددة، وكذلك لا يُعلّم ماذا يمكنه عمله حتى يضمن استمرارية الحوار، أو الحديث. ولذا يمكن القول إن التدريس بناء على هاتين الطريقتين التقليديتين الطريقة المتبناة يتم التركيز فيها على تعليم أمور متعلقة باللغة الأجنبية، أو بالأحرى الجانب اللغوي وليس على كيفية استخدامها.
وفي هذا السياق ينبغي ألا نجعل معلم اللغة الأجنبية محور العملية التعليمية، بل على العكس من ذلك يجب أن يكون الملتحق بالدورة هو محور العملية التعليمية. وأن يتغير تدريس اللغة الأجنبية أثناءها من طرق التلقين والمحاضرة إلى طريقة العرض والمناقشة، واتباع طرق يكون التركيز فيها على الرفع من مهارات التواصل أكثر من الإغراق في شرح قواعد اللغة الأجنبية. وإضافة إلى ذلك فالأنشطة الصفية يجب أن تصمم بحيث تتيح للمتعلم فرصة الحديث باللغة الأجنبية داخل الصف، وتهيئ له الفرص المشاركة والتفاعل في مختلف الأنشطة الفردية منها والثنائية والجماعية، وأن تشيع أثناء ذلك كله أجواء طبيعية بحيث يستطيع الطالب خلالها استخدام اللغة للتواصل الواقعي في مختلف الأغراض، وفي مختلف المواقف.
ومما يجب أخذه في الحسبان أيضا التريث في بناء منهج لغوي واضح في أهدافه، وذا محتوى يتناسب مع تلك الأهداف، وربط طرق التدريس بالمحتوى، وأساليب التقويم، وأن يمتاز بالترابط والتسلسل المنطقي للموضوعات والوحدات التي يدرسها الملتحق بالدورة، وأن يكون هناك تدرج في مراتب درجة الصعوبة. وأن تكون المناهج التي ستُقر تمتاز بجودة إخراجها الفني، واحتوائها على الصور الملونة التي تجذب الطالب وتجعل الكتاب محبباً إليه. وألاّ يكون التركيز فيها على المعلومة، أو الجانب المعرفي على حساب المهارة، أو إعطاء مساحة أكبر للجانب المهاري التطبيقي. وأن تكون الكتب التي ستُقر تولي اهتماماً كبيراً برغبات، وحاجات المتعلمين، وأن تحتوي على موضوعات لها علاقة بواقعه ومستقبله.
ويأتي التقييم اللغوي على قدر عال من الأهمية إذ ليس من المناسب اللجوء إلى تصنيف الطلاب إلى مستويات في بداية الدورة باستخدام الاختبارات العالمية المتعمدة مثل التوفل TOEFL ، وآيلتس IELTS ، وتوك TOEIC ، وغيرها من الاختبارات؛ لأن مستواهم اللغوي لا يرتقي بحال إلى تلك النوعية من الاختبارات، ولذا فالمقترح الاستعانة باختبارات تحديد المستوى معدة محلياً تراعي في المقام الأول ما اكتسبه الطالب أو الطالبة من قدر لغوي أثناء تعليمه العام. وأيضا ينبغي أن يكون هناك آلية واضحة ومحددة لنوعية، وطبيعة، وعدد الاختبارات التي تُجرى للطلاب أثناء الدورة في جميع المهارات من أجل قياس ما اكتسبوه في كل جزئية منها. ويفضل كذلك أن يكون هناك اختبارات تحصيلية نهائية تُعد من قبل الجهة العليا المشرفة من أجل التحقق من مبدأ الانضباطية، والعدالة.
وكذلك ينبغي أن تُضمّن الدورة التأسيسية اللغوية للمبتعثين برامج للتدريب على اختبارات اللغة العالمية المعتمدة. إن اكتساب كم لغوي لا بأس به ليس الضمان الوحيد لتجاوز الدارس اختبارات القياس العالمية المتعمدة في مجال اللغات الأجنبية، وإنما بجانب ذلك لا بد من تدريب الملتحقين بالدورة على كيفية أداء تلك الاختبارات، ومن هنا يوصى أن يكون التدريب على تلك النوعية من الاختبارات أحد المحاور الرئيسة في الدورة التأسيسية اللغوية للمبتعثين.
وإلى جانب هذه الرزنامة من التوصية التربوية اللغوية هناك مجموعة من التوصيات الفنية والإدارية التي يحسن الأخذ بها والتي يأتي على رأسها سن آلية للمتابعة الدورية من أجل أن يكون هناك ضبط أكبر للعملية التربوية اللغوية. ويمكن تنفيذ ذلك من خلال إصدار تقارير دورية تقوم المراكز المنفذة بإرسالها إلى الجهة الإشرافية الأكاديمية العليا لمتابعتها، وفحصها، واتخاذ الإجراءات اللازمة التي من شأنها الرفع من مستوى القدر المعرفي اللغوي المُقدم للملتحقين بالدورة اللغوية التأسيسية للمبتعثين. وفي هذا الصدد ومن أجل ضمان مهنية عالية، وتسريع في وتيرة أعمال الدورة ينبغي أن يكون هناك سعي حثيث لاستثمار الإمكانيات التقنية المتاحة من أجل إيجاد قنوات تواصل سريعة بين جهات التنفيذ، والجهة الإشرافية العليا، ومن هنا يُستحسن الاقتراح على الجهة الإشرافية العليا تفريغ طاقم يتولي مهمة هذا الجانب الفني التقني التواصلي.
ومن أبرز الأوليات التي ينبغي القيام بها، أو بالأحرى أخذها بالحسبان قصر أو حصر الإشراف على الدورة بالمتخصصين في مجال تعليم اللغات الأجنبية يستوي في ذلك الإداريين ومن يتولي - بالطبع - عملية التدريس وذلك من أجل سلاسة، وسلامة عملية التطبيق على أرض الواقع، ولكون الطاقم المتخصص أقدر الناس على إعطاء آراء متخصصة حول الإيجابيات، والسلبيات المنبثقة من التطبيق الفعلي للدورة التأسيسية اللغوية للمبتعثين، وما ينبغي الأخذ به من أجل التغلب على ما قد يعتري مرحلة التطبيق من نواقص، وطرح التوصيات التي تزيد من فعالية وكفاءة ما يقدم للملتحقين بالدورة من المرشحين للابتعاث الخارجي.
وأود أن أختم مقالتي هذه بالشكر والامتنان لمسؤولي الابتعاث لدينا الذين دوماً يدفعهم حسهم الوطني العالي لتلمس كل ما من شأنه رفع سقف الناتج العلمي المتوقع من مبتعثي ومبتعثات برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للابتعاث الخارجي، وبخاصة الجانب اللغوي الذي هو بمثابة حجر الأساس في تجربة الابتعاث؛ لأن امتلاك ناصية اللغة الأجنبية يمثل الوسيلة التي تجعل من المبتعث عضواً فعالاً في محيطه الأكاديمي.
alseghayer@yahoo.com