على خلفية خبر نشر الخميس الماضي (6-8-1429هـ) في صحيفة عكاظ بعنوان: (التجارة تلاحق بلوزات لميس).. ولميس هو الاسم العربي لبطلة المسلسل التركي سنوات الضياع، وقد لاحظت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر انتشار ظاهرة بلوزات لميس والتي شيرت التي تحمل صوراً لأبطال المسلسلين التركيين الشهيرين (مهند، ويحيى، ونور). والحقيقة أن هذه الظواهر ستستمر طالما أن هناك قنوات فضائية تبحث وتهدف إلى الربحية وطالما أن هناك مراهقين يتلقفون الفضاء، وليس هذا بجديد على المجتمعات الخليجية، فسبق للهيئة أن صادرت ملابس المغني الأمريكي مايكل جاكسون قبل سنوات من الأسواق وطاردت البائعين، والآن تلاحق التجارة والهيئات بائعي الكلاب والقطط والتي تحول اقتناؤها إلى موضة، فالشباب أصبح يجر خلفه كلباً صغيراً أو يحمل قطة لا أدري هل هي طريقة الصحابي الجليل أبي هريرة أم على طريقة بارجريت باردو؟!
والمتتبع لهذه المستجدات يدرك بجلاء أن مجتمعنا سريع التأثر، فمسلسلين فقط قلبا كيان الأسر السعودية، ولنا أن نتساءل فعلاً: ما سر نجاح هذين المسلسلين؟
ورغم أني لست متابعاً جيداً للمسلسلين إلا أنني قرأت آراء النقاد حولهما، فلا حبكة تستحق هذا النجاح، ولا أداء يفوق غيرهما من الفنانين، كل ما في الأمر أن المسلسل يصور في أماكن جميلة تصور البيئة التركية الرائعة بأمطارها وأشجارها وعناقيد العنب المتدلية، إضافة إلى التركيز على قصص الحب والغرام والرومانسية والتي أصبحت (تدغدغ) المشاعر من جديد بعد أن ولّت موضة المسلسلات المكسيكية والأفلام الهندية، أمر آخر يفسر سر نجاح هذين المسلسلين إضافة لما سبق وهو اختيار شخصيات تتميز بالجاذبية والوسامة والجمال. وهذا بحد ذاته مطلب في السينما العالمية وعلى ذمة النقاد - أيضاً - فهذا الأمر من أسرار نجاح الفيلم الأمريكي الشهير (تايتناك) حينما استعان المخرج ببطلة الفيلم كاتيا ونيسلت (روزي) لأنها جميلة رغم أنها لم تكن نجمة بالمقاييس العالمية التي تؤهلها لدور كهذا قبل ذلك الفيلم.
وما نريد قوله باختصار: هل تكفي مصادرة قمصان لميس لعلاج هشاشة مجتمعنا؟ لا أظن ذلك فغداً ستنقشع غمامة لميس ومهند ويحيى ونور، وستأتي الأيام بكل جديد قادم، فنحن مجتمع سريعاً ما (يطير بالعجة)!
Mk4004@hotmail.com