لا أملك حظاً وافراً من معرفة أسماء وجنسيات فرق كرة القدم العالمية، غير أني إذا وجدت فرصة للمشاهدة ومتعة التفرج على فن الكرة الراقي أتوجه إلى محطات تخصصت في هذه الفنون ولا أعرف اسم الفريق وبلده إلا من خلال صوت المعلق رغم أني في أحيان كثيرة لا ألتفت للتعليق وربما أنني اكتسبت هذه العادة من تكرار نفوري من بعض المعلقين العرب حيث إن بعضهم لا يضيف لمتعة المشاهدة أي ميزة، ففي رأيي أن صح أن التعليق مكمل أساسا لمتعة التفرج والنظر ومتابعة نقل الكرة باحترافية وفن، وهو لا يعني شيئاً إذا كان يشتت الذهن ويبتر متعة المشاهدة بين فينة وأخرى لخوضه في أمور قد لا تكون ضرورية أو ربما أنها أبعد ما تكون عن المباراة وعن كرة القدم جملة وتفصيلاً.. ولا أبالغ إن قلت إنني أعمد أحيانا إلى قفل مصدر الصوت والاكتفاء بالصورة وأجد أنني قد أزحت عن مشاعري حملاً ثقيلاً لا حاجة لي به، وأحاول إقناع نفسي بأن معرفتي المحدودة بقانون اللعبة يغنيني عن صراخ بعض المعلقين ويعفيني من ارتفاع ضغط الدم ويوفر لي قيمة حبوب الصداع؛ ولكن المؤكد عندي أن الإثارة متوفرة في المباريات الأوروبية والعالمية وكذلك في اللقاءات الكروية العربية والمحلية؛ فعندهم يثيرك حسن الأداء وقمة المتعة، وتوفر الذوق العام واحترام اللاعب لنفسه وللجمهور، بينما في بعض وأكرر (بعض) اللقاءات العربية هناك إثارة من نوع آخر، إذ إن تصرفات بعض اللاعبين والإداريين تثير الأعصاب وترفع مؤشر نسبة السكر بالدم لأنها تصرفات لا تمت للرياضة والرياضيين بصلة قربى أو رحم.