كثير منا ينتابه شعور بالفخر وبعزة النفس إذا حصل على ما يريد في أمر ما وكأنه نال أعظم وأجل مراد له، وحاز بذلك على أعلى الأوسمة وشهادات الشكر والعرفان. بالأمس القريب لفت انتباهي معالي وزير العمل الدكتور غازي بن عبد الرحمن القصيبي وهو يرتدي زي السفرجي في أحد مطاعم جدة وتعهده على نفسه أن يفعل ذلك كل عام وكان لسان حاله يقول: إذا أردت من الناس أن يقتدوا بك في أي أمر فعليك أن تبدأ بنفسك أولاً، فهذا الوزير لم تمنعه مكانته المرموقة وشهرته الكبيرة وقيمته كوزير وسفير وأديب.. الخ من أن يرتدي هذا الزي وأن يقول للناس لا ضير من العمل ما دام هذا العمل شريفاً ويكفيك عن سؤال الناس ويسد حوائجك فها هو نبي الله نوح كان نجاراً، ودواد حداداً وإدريس خياطاً وأعظم قدوة للبشرية محمد صلى الله عليه وسلم راعياً للغنم، هؤلاء هم أنبياء الله وصفوة خلقه.
قال تعالى: {اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ}.. وقال صلى الله عليه وسلم: (لأن يحتطب أحدكم حزمة على ظهره خيراً له من أن يسأل أحداً فيعطيه أو يمنعه) متفق عليه.
فيا دكتور ويا معلم إنك لم تهذب الناس على العمل الشريف فحسب بل تعلم الغير ممن لهم مكانة عالية ويظنون أن هذه المكانة لا تسمح بفعل مثل هذه الأشياء..
وسدد الله خطاكم وجعل الله هذا في ميزان حسناتكم وننتظر من جديدك ما يثبت لنا ويبرهن للوطن أنك الرجل المناسب في المكان المناسب دائماً. وأخيراً.. هل المجتمع سيقبل هذه الأعمال من أبناء الوطن متى وكيف؟!
