إذا كنا اعتدنا أن نشيد ونثني على المسؤولين والموظفين الذين هم على رأس العمل نظير جهدهم وعطائهم وإخلاصهم وتفانيهم للمؤسسة أو المنشأة التي أداروها باقتدار وكانوا محل تقدير وعرفان لمن تعامل معهم ونسيان هؤلاء بعد التقاعد اعتبره شخصياً نكراناً لهم وجحداً لصنيع أعمالهم.. من هؤلاء المسؤولين الذين عرفهم كل بيت وكل أسرة وكل قرية الأستاذ القدير والإداري المميز سعود بن عقيل الطريفي مدير مستشفى حائل العام الذي أحيل للتقاعد قبل سنة كان الرجل محل إطراء في كل مجلس وفي كل مناسبة تميز عن غيره وربما يكون النادر الذي أدار عمله بأمانة فائقة وإخلاص قل أن تجد له نظيراً في هذا الوقت تميز بزياراته الليلية منذ ما يزيد على خمسة عشر عاماً لم يدب الملل فيه كانت أوقات الزيارات متفاوتة تارة بعد المغرب أو العشاء وتارة بعد منتصف الليل وتارة بعد الفجر كان يقابل المرضى وذويهم ويطمئن عليهم ويسأل عن حالهم وكيف معاملة الأطباء والممرضات لهم لم يكن من عشاق المكاتب وأصحاب المظاهر لم يكن ممن يطرب ذاته بالمدح لإنجازاته بل أعده ممن كان سبباً في سد الخلل والنواقص في هذا المستشفى نظير عقله الإداري وقربه من المرضى ومع هذا لم يكن له نصيب من الوهج الإعلامي وظل هذا الرجل يمارس عمله دون أن ينتظر من أحد أن يشيد به أو يلمع صورته على صفحات الصحف أو المجلات وكان التلميع الحقيقي أنه ظل في ذاكرة المواطن الحائلي والذي مازال يشيد به ويدعو له بالخير ويقول خسرنا طاقة إدارية ومواطناً صالحاً.

وأول الشاهدين له بذلك هم مسؤولو وموظفو الصحة بحائل.. إن هذه الرموز النادرة التي دونت صفحة مشرقة وبرهنت حقيقة المواطنة بالفعل والعمل جديرة أن تكرم وأن يحتفى بها عرفاناً ووفاء لها ليقال لها شكراً على العطاء والإخلاص وشكراً لها على الصدق والأمانة.. والأمل يحدونا برئيس الغرفة التجارية الأستاذ خالد السيف ليسجل بادرة ثانية لتكريم هذا الرمز وإعطائه حقه كمسؤول خدم القطاع الصحي في حائل لنقول للمسؤولين في المنطقة ها نحن نشهد ونذكر من خدم هذه المنطقة بصدق وإخلاص ولمن ضحى من أجل خدمة المنطقة.