الجزيرة - نواف الفقير
عاد سوق الأسهم في اليومين الماضيين للأداء الايجابي بعد 9 جلسات حمراء هوت بالمؤشر دون الثمانية آلاف كأدنى نقطة له خلال العام الجاري، وخسر في الجلسات الأربع الأخيرة فقط اكثر من 110 مليارات ريال سعودي.
ومنذ بداية العام الجاري انخفض مؤشر تداول بنحو 27% ليسجل السوق أسوأ أداء في أسواق الخليج منذ بداية العام ، وواحد من أسوأ خمسة أسواق حول العالم في 2008م.
ووصف أمس الأول بيت الاستثمار العالمي (جلوبل) أداء السوق السعودي بأنه الأسوأ منذ بداية العام 2008 وحتى شهر يوليو؛ حيث انخفض مؤشر تداول بما نسبته 20.8% حتى يوليو.
ورغم الأداء الايجابي في اليومين الماضيين الذي اعتبره اقتصاديون ارتدادا طبيعيا للخسارة التي لحقت بالمؤشر في الأيام الماضية.
وقال عضو جمعية الاقتصاد عبدالحميد العمري (إجمالاً السوق في الأجل القصير ستعاني من هروب السيولة أو جفافها أحياناً طوال الأشهر القادمة، ولا ننسى التأثير الذي تلقيه الاكتتابات (رغم أهميتها في الأجل الطويل) على كاهل السوق، كل هذه المعطيات ستساهم في الضغط على السوق لفترة قد تمتد لعدة أشهر قادمة! أعتقد أن السوق بحاجة إلى خبر قوي يدفع بالسوق إلى أعلى).
بدوره اعتبر الإقتصادي فضل البوعينين أن ما حدث في سوق الاسهم منذ بداية العام حرق للثروات وتدمير لمقومات اقتصاد الأفراد الذي يفترض أن يكون الداعم الحقيقي للاقتصاد الوطني ويفترض أن يكون هنالك مراجعة ومحاسبة أيضا لما يحدث في سوق المال.
وقال (من المؤسف أن تسجل السوق السعودية الأسوأ اداء بين أسواق الخليج في الوقت الذي يعتبر فيه الاقتصاد السعودي الأكبر ضخامة والأكثر ملاءة والأعمق استثمارا).
وأضاف (للجزيرة): بالأمس القريب تحدثنا عن السوق الأولية واحتلالها المركز الثاني عالميا من حيث الاصدارات الأولية من النصف الأول ل 2008 وقال (إذا كنا حريصين على الأفضلية في السوق الأولية فيجب أن نكون أكثر حرصاً على السوق الثانوية (تداول) ومسؤولية الجهات المالية في إنقاذها من حفر الانهيار إلى سفوح الجبال على أقل تقدير).
وزاد (من غير المقبول أن تتعرض السوق للهزات المتتالية وخسائر متراكمة دون أن تستفيد من النمو الاقتصادي الكبير ونمو ربحية الشركات التي سجلت مجتمعة نموا كبيرا في النصف الأول لـ 2008م).
وأشار عبدالحميد العمري إن السوق لا تزال منحدرة في مسارها الهابط منذ ثلاث سنوات! وليس مفاجأة أن تكون هي الأكثر خسارة بين أسواق منطقة الخليج، ووفقاً لأداء الأسابيع الأولى من الشهر الجاري يتبين أن السوق دخل ضمن دائرة أسوأ خمسة أسواق حول العالم منذ بداية 2008! كون خسائرها وصلت إلى أكثر من 27%. وأضاف ( ما حدث للسوق له أسبابه التي ساهمت بصورةٍ قاسية في الإخفاق للخروج من مستنقع الخسائر، ومنعها من اكتساب أو استعادة ثقة المتعاملين لهذا نجد أن السوق تمر بحالة من الضعف وعدم الثقة تؤكدها حالة التراجع الكبيرة التي نشاهدها على قيمة وحجم التداول، وهذا أمر خاضع بصورة كبيرة جداً للعوامل المذكورة أعلاه وعودة السوق للاستقرار مرتبطة بخفض حدة ضغط تلك العوامل ).
من جهته قال المحلل المالي محمد العنقري: إن تقرير (جلوبل) يقيم أداء فترة زمنية حدثت وليس لوضع عام مستقبلي للأسواق وأضاف أن السوق السعودي عاني من عدة عوامل أدت للضغط عليه سواء عوامل من خارج السوق مثل الأوضاع الاقتصادية العالمية وخلافها وأيضا من عوامل داخلية. ولاحظنا اعادة لتوزيع المحافظ للاستفادة من الفرص المتاحة وأيضا التنظيم الموجود في السوق ويجب أن يتم الوقوف عند التقييم على العامل الأبرز وهو أداء الشركات وأداء الاقتصاد. وأشار العنقري انه لابد من النظر لآليات التعامل في السوق فهي التي تحتوي على الخلل فما زال القرار الفردي يسيطر مهما كان حجم المحفظة، كما أن أداء المؤسسات لم يلعب الدور الرئيسي فضلا عن عدم وجود صناديق أجنبية بشكل كبير؛ لذا هذه العوامل قادت وأدت إلى الضغط على السوق ليصبح بهذا الأداء خلال الفترة الماضية.
ورداً على سؤال حول عمليات الاقتراض من أجل الاستثمار بالأسهم ومناسبتها في الوقت الحالي لانخفاض أسعار الشركات من جهة والفائدة على القروض من جهة أخرى، قال فضل البوعينين (أن عملية الاقتراض الاستثماري تحتاج إلى عقول مفكرة استثمارية من الدرجة الأولى، ومن حيث المبدأ اذا كانت الشركات الاستثمارية ذات النمو المستقبلي المضمون تعطي عائدا سنويا يزيد على تكلفة الإقتراض بنسبة 50% فالإقتراض الاستثماري حينها يكون مجديا، ولكن هذا لا يمنع من وضع محاذير حدوث المخاطرة في تقلبات أسعار الأسهم.
واضاف البوعينين (لاأنصح بالاقتراض للمستثمرين العاديين وصغار المستثمرين فهي لعبة خطرة لايتقنها الا المحترفون وهم عرضة للمخاطر الفادحة كما حدث في انهيار 2006 لذلك أعتقد أن الاستثمار المباشر هو أفضل الاستثمارات وأسلمها).
من جهته اعتبر عبدالحميد العمري الاقتراض من أجل الاستثمار بانه أحد أكبر الكوارث التي دفع ثمنها في الماضي القريب ملايين الأفراد، وقال (ألا يكفي أن نتعظ من خسارة سوقنا منذ فبراير 2006 لأكثر من 2.1 تريليون ريال!، دفع جزءاً لا يستهان به منها صغار المتعاملين الذين أصبحوا اليوم أسرى القروض البنكية؟! أنا أحذر الإخوة والأخوات صادقاً من التورط مرة أخرى في واحدة من أخطر الحفر التي لا يعلم عواقبها إلا الله).