بقلوب حزينة تعزي سفارة دولة فلسطين بالرياض الشعب الفلسطيني والأمتين العربية والإسلامية وكل محبي الحرية والسلام في العالم رحيل شاعرنا الكبير محمود درويش الذي رحل عنا في لحظة مباغتة يوم السبت الموافق 9-8- 2008م هذا الشاعر العظيم المفعم بحب الوطن والذي حملت أشعاره طموحات أبناء شعبه وأمهاته في الحرية والاستقلال إلى كل زوايا المعمورة وبكل اللغات والألسنة، لترسم صورة الإنسان الفلسطيني وتجسد الجرح الفلسطيني والهوية الفلسطينية.
رحل عنا محمود درويش ليترك فراغاً ساحقاً في حياتنا الإنسانية والشعرية والثقافية والوطنية، ولكن لا يستطيع الموت أن يبعده عن وجدان الشعب الفلسطيني وعن الجماهير العربية والعالمية التي أحبته شاعراً مبدعاً وانساناً شاعراً، ومفكراً صاحب رؤية ثاقبة، ولا يمكن للكلمات المرتبكة أن تقول ما يستحق أن يقال في عزاء محمود درويش.. عزاء فلسطين.. وعزاء الأمة العربية.
كان محمود درويش في حالة سفر مستمرة وكان يقول:
أحب السفر
أحب الرحيل
ولكني لا أحب الوصول.
واستمر مسافراً يقول:
خبئيني أتى القمر
ليت مرآتنا حجر
وجه أمي مسافر
ويدانا على سفر
هزم محمود درويش الموت، وتراه سلم الروح إلى بارئها وهو يقول:
إن هناك شيئاً يستحق من أجله الحياة
على هذه الأرض سيدة الأرض
أم البدايات
أم النهايات
كانت تسمى فلسطين
صارت تسمى فلسطين
رحل محمود درويش قبل أن تتحقق نبوءته ويرى (المارون بين الكلمات العابرة) قد انصرفوا:
أيها المارون بين الكلمات العابرة
كالغبار المر، مروا أينما شئتم ولكن
لا تمروا بيننا كالحشرات الطائرة
فلنا في أرضنا ما نعمل
ولنا قمح نربيه ونسقيه ندى اجسادنا
ولنا ما ليس يرضيكم هنا:
حجر.. أو خجل
فخذوا الماضي، إذا شئتم، إلى سوق التحف
وأعيدوا الهيكل العظمي للهدهد، إن شئتم
على صحن خزف
فلنا ما ليس يرضيكم: لنا المستقبل
ولنا في أرضنا ما نعمل
رحل عنا (لاعب النرد) الذي رأى موته في كل مرة تكلم عن الحياة:
هذا الهواء الرطب ليواسمي
وإن أخطأت لفظ اسمي على التابوت..
لي
أما أنا.. وقد امتلأت
بكل أسباب الرحيل..
فلست لي
أنا لست لي
أنا لست لي
محمود درويش
رحم الله فقيدنا وأسكنه فسيح جناته
* سفير دولة فلسطين ممثل السلطة الفلسطينية لدى المملكة العربية السعودية