Al Jazirah NewsPaper Monday  11/08/2008 G Issue 13101
الأثنين 10 شعبان 1429   العدد  13101
مستعجل
أيها الدكتور.. خرجت عن الحوار
عبد الرحمن بن سعد السماري

كم سعدت بتعقيب الدكتور عبدالله بن محمد السبيعي وما حمله تعقيبه من أسلوب رصين وعبارات راقية لا يمكن أن تستغرب على أكاديمي ينشد الحق والحقيقة غير أنه أشار حسب كلامه إلى جملة من الأخطاء.. قرر أنني وقعت فيها من جهة نظره.. بينما الحقيقة هي عكس ذلك تماماً.. فالخطأ.. هو ما وقع فيه من خلال تعقيبه.

** ويبدو لي.. أن الدكتور- وفقه الله -.. كان هاجسه هو مجرد الدفاع عن جامعة الإمام (فقط) والدفاع عن مسؤوليها.. وهكذا (تشم) من هذا المقال التعقيبي.. الذي ساده الكثير من الحماس الدفاعي عن جامعة الإمام.. ونحن معه.. ندافع عن جامعة الإمام.. فهي جامعتنا كلنا ومكانها قلوبنا.. ومن منا.. لا يحب جامعة الإمام؟ ومن منا لا يدافع عنها؟ وكل ما كتبته كان من دافع الحب والغيرة والحرص والخوف على جامعة الإمام.

** إنني أثق كثيراً في معالي الأستاذ الدكتور سليمان أبا الخيل مدير الجامعة وأجزم.. أنه خير من يقود دفة الجامعة في هذه المرحلة.. وأثق في كفاءته وعلمه وقدرته.. وهو عقلية علمية شرعية.. له العديد من المؤلفات والدراسات والأبحاث والمشاركات العلمية المتعددة.. وهو يعد من كبار علمائنا.. وهذا يجعلنا نطمع فيه أكثر وننتظر منه أكثر وهو أيضا.. ما جعلنا نناشده أن يعيد الوجه الشرعي للجامعة لأننا نثق فيه وفي قدرته على ذلك.. وهذا شيء لا نختلف عليه.

** أما قولك: إنني وقعت في جملة من الأخطاء غير صحيح.. ولعلي أهدي لك بعض أخطائك.

** الأولى قال الدكتور السبيعي في تعقيبه.. ألم يكن من الأجدى بالكاتب أن يسجل ملاحظاته واقتراحاته ويقدمها محتسباً الأجر عند الله.. مباشرة لجامعة الإمام؟

** وهذا معناه - إلغاء دور الصحافة وإلغاء دورها النقدي تماماً.. وإلغاء الحوار والنقاش حول أي قضية.

** وعلى رأي الدكتور السبيعي على كل من لديه رأي أو نقد.. سواء كان كاتباً أو صحفياً أو ناقداً أو مثقفاً.. أن يتقدم به للجهة نفسها بما يشبه (المعروض).. يعني (معروض شكوى) وبذلك نُنهي ونلغي دور الصحافة النقدي ونلغي الصحف والصفحات والأبواب. ونلغي النقد من قوامسينا، ونكتفي بالمخاطبات ثم إن نشر هذه الآراء النقدية في الصحافة هو أفضل طريق لإثراء النقاش حول هذا الموضوع أو غيره.. والجامعات ومنسوبوها.. هم خير من يملك القدرة على إثراء الحوارات وخير من يشجع على النقاش والحوار بدلاً من المطالبة بإيقافها وتحويلها إلى (معاريض) شكاوي.

** ثانياً.. يقول الدكتور السبيعي: إن الأمر قد التبس عليّ فلم أكد أفرق بين دور الجامعة الأساسي وهو التعليم والأدوار الأخرى المنوطة بهيئات أخرى كالإفتاء وهيئة كبار العلماء، وهذا مجرد فهم خاطئ من الأخ الدكتور، ولو رجع إلى المقال وقرأه مرة أخرى لما وجد شيئا مما ادعاه ولأدرك أنه هو المخطئ في الفهم وليس جهلاً مني بالفارق وقد يجهل الدكتور أنه من المفترض أن يكون للجامعة دور وطني واجتماعي خارج أسوارها هي لم تؤده بدليل ان معالي مدير الجامعة قد عمم على سائر منسوبي الجامعة قبل فترة.. بعدم المشاركة في أي قضية تثار في الصحافة، ومعنى هذا قطع تواصل أعضاء هيئة التدريس الشرعيين وغير الشرعيين مع قضايا المجتمع، وقد اتصل بي أكثر من أكاديمي من الجامعة يشتكون من هذا التعميم الذي يطالب بإسكاتهم وتغييبهم عن القضايا الوطنية وقضايا المجتمع، كما أنه يحجر عليهم ويضيق عليهم المساهمة في إثراء أي حوار مهما كان.

** ثالثاً.. لا أدري كيف سمى الدكتور المشاركة في القضايا الوطنية والقضايا الاجتماعية المثارة في الصحف مجرد لهاث وراء أو خلف الصحف ووسائل الإعلام فيما سمى ذلك أيضاً مجرد سعي وراء الدعاية (والفرقعة الإعلامية!!)

** هل هذا هو فهمك لدور ورسالة الصحافة؟! وهل هذا فهمك للمطلوب من الإعلام؟!

** وإذا كان هذا فهمك للإعلام.. فما معنى إذاً كلية إعلام بجامعة الإمام وفيها شعبة للصحافة؟! هل كل ما ينشر في الصحف مجرد فرقعات؟

** القضية هنا كبيرة وتحمل فهماً قاصراً عن الإعلام ودوره ورسالته.

** رابعاً: ويقول الدكتور السبيعي هل سأل أحد (ما) جامعة الإمام أو منسوبيها عن أي قضية أو مسألة من المسائل الشرعية وتقاعست الجامعة عن القيام بواجبها في الرد عليها.. أو تهربت من الإجابة؟!

** ونحن نقول.. نعم سئلت الجامعة وسئل مديرها وسئل أكثر منسوبيها عن رأيهم - كمثال - في (توسعة المسعى) وحكم ذلك فسكت الجميع..

وما زال السؤال نفسه مطروحا فهل يتوسط لنا الدكتور ليسمعنا رأي الجامعة أو مديرها أو منسوبيها في مسألة توسعة المسعى؟

** أجبنا يا فضيلة الدكتور.. أين أنتم عن قضية المسعى التي تحدث فيها أكثر من (3000) فقيه من العالم.. وسكت كل منسوبي جامعة الإمام بما فيهم معالي مديرهم، كيف سكتوا ؟ولماذا سكتوا ولماذا امتنعوا عن الحديث عن مسألة توسعة المسعى أليست مسألة شرعية مهمة ؟! أليست تحتاج إلى بيان ؟! أليست من واجبات الجامعة ؟

** هذا مجرد مثال على سكوت الجامعة الذي نفاه الدكتور السبيعي .

** وحتى لا أطيل في تفنيد ما ورد في مقال الدكتور عبدالله السبيعي- وفقه الله- وبيان بعض الأخطاء والمتناقضات أؤكد أننا نحتاج جامعة الإمام في الجوانب الشرعية فقط.. وحاجة مجتمعنا والمجتمعات الأخرى لهذا الجانب مهم للغاية وهي مسألة خطيرة للغاية فنحن في زمن سعى فيه الخبثاء لمحاولة اختطاف او اعتساف المعلومة الشرعية وتزويرها او تسويقها بطريقة مغلوطة.. لتبرير الارهاب أو لإعطاء الارهاب غطاء شرعيا.. وهنا تكون مهمة الجامعات الشرعية وخريجيها ومنسوبيها.

** وليست مطالبتنا بأن تحافظ جامعة الإمام على وجهها الشرعي وتخصصها الشرعي ونركز على ذلك ليس معنى ذلك أننا نتهمها بالتقصيركما فهم الدكتور السبيعي أو هو أراد هذا الفهم لمجرد إرضاء مسؤولي الجامعة.

** ونحن نؤكد للدكتور السبيعي أننا أيضا نحب معالي مدير الجامعة ونؤكد أنه لم يقصر غير أنك يا دكتور خرجت عن مجال الحوار وهو موضوعنا (لماذا تركت الجامعة مجالها الشرعي)

** هذا هو مجال الحوار.. أما باقي النقاط التي توسع فيها الدكتور إرضاء لمسؤولي الجامعة فهي ليست محل حديثنا.



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5076 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد