Al Jazirah NewsPaper Monday  11/08/2008 G Issue 13101
الأثنين 10 شعبان 1429   العدد  13101
الرئة الثالثة
محمد علي كلاي في معهد الإدارة العامة!
عبد الرحمن بن محمد السدحان

كان معهد الإدارة العامة وما برح مرصد التنوير الإداري في بلادنا، تعليماً وتدريباً ومشورة وإصلاحاً، وقد بلغ الاحتفاء الرسمي بعطاء هذه المؤسسة الحضارية أنها كانت محطة هامة لزيارة بعض الضيوف الرسميين للدولة شهدت بعضها إبان فترة عملي في المعهد خلال عقد السبعينات الميلادية، كان من بين أولئك الزوار رؤساء دول كالرئيس اللبناني الراحل سليمان فرنجية، الذي شرفت بمرافقته مع مسؤولين آخرين خلال زيارته للمعهد، والزعيم اللبناني الراحل كمال جنبلاط، الذي شعرت في حضوره بصقيع الفلسفة وغموضها وتمردها على فهمي المتواضع، والملاكم الأمريكي الأشهر محمد علي كلاي، وكان ذلك في عام 1395هـ (1975م).

***

* كان محمد علي كلاي يزور المملكة عقب أحد انتصاراته المدوية في حلبة الملاكمة، حين زار معهد الإدارة العامة برفقة فقيد الثقافة والشباب صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز، طيب الله ثراه، وكان آنئذ مديراً عاماً لرعاية الشباب، وأذكر أنني استقبلته مع زميل الأمس ورجل الأعمال اليوم الصديق يوسف بن صالح التويجري، وحاولنا جاهدين أن نشرح للضيف العملاق، جسماً وقبضة يد، بعض معالم المعهد وبرامجه وإنجازاته، غير أن الرجل تفوق على صمت (أبي الهول)، فلم يُحرْ سؤالاً ولا تعليقاً على حديثنا المشترك معه، فيما كانت عيناه الحادتان تحاصراننا من كل صوب، وكأنه يتحفز للانقضاض على خصم جديد داخل (حلبة ملاكمة)، مما جعلني أوجس منه خيفة، وعبثاً حاولت أن أفسر صمته العجيب، ظاناً أنه لم يفهم مما قلنا شيئاً، أو أنه لم يعبأ بأي شيء سمعه، وكنت بين الحين والآخر أختلس نظرة إلى الوجه الباسم لسمو الأمير فيصل بن فهد رحمه الله لأقرأ فيه انطباعاً مماثلاً!

***

* وفجأة نطق محمد علي، ويا ليته لم ينطق بشيء، حين قال موجهاً حديثه إلى كلينا (يوسف وأنا): (هل تعلمان أنني أستطيع طرحكما أرضاً معاً بضربة واحدة من قبضتي هذه!) ولوح بقبضته اليمنى تحدياً، فتطوعت برد مقتضب قائلاً: (لا يخالجنا أدنى شك أيها البطل في قدرتك على ذلك، غير أن الشهرة الإعلامية المترتبة على هزيمتنا أمامك ستكون من نصيبنا نحن الاثنين)! وكدت أن أضيف، لولا خوفي من قبضته: لكن.. ما علاقة (عرضك السخي) لنا بما حدثناك به عن المعهد؟!) ولم أستطع أن أقاوم ابتسامة خفيفة وأنا أسر للصديق يوسف التويجري قائلاً: (ما عندك أحد)! وهنا، (رفعت) الجلسة وانتهت الزيارة!

***

وبعد..،

* فإن ذكرياتي في معهد الإدارة العامة متعددة الأطياف، متشعبة الأطراف حميمية المذاق، ولعلي أفرد لذلك حديثاً مطولاً قريباً بإذن الله، ولكن ما يثلج الخاطر ويبهج النفس أن المعهد لم يفقد قط حضوره ولا تألقه ولا عطاءه في تسديد مسار الإدارة في بلادنا وتنمية أدواتها وقدراتها عبر التدريب بأصنافه، ومن خلال البحوث والاستشارات والندوات المتخصصة، ليبقى بعد ذلك، كما كان قبله، شعلة مضيئة في أفق الإدارة والإداريين!

الجمرة الخبيثة (د):

فاجأتني العزيزة (الجزيرة) مرتين بإلحاق حرف (الدال) قبل اسمي ضمن زاويتي الأسبوعية (الرئة الثالثة)، وقد كتبت لرئيس تحريرها الصديق خالد المالك رسالة قصيرة أطلب منه حجب حرف (الدال) عن اسمي، وعلّلت ذلك قائلاً: (.. لما كنت لم أشرف بعد بحمل هذا الوصف الأكاديمي، ولا أحسب أنني مؤهل له، وأخشى أن تكون هذه (الدال) (جمرة خبيثة) تحرق صراط الود مع مَن يحملها حقاً وتأهيلاً واستحقاقاً، لذا، أرجو الإيعاز بإزاحة هذه (الجمرة) المجاورة لاسمي، مقدراً لمن وضعها (عمداً) كريم الثقة، أو ألحقها (سهواً) حسن الظن!



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5141 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد