دخل الوطن في مرحلة جديدة من مراحل الإنجاز على مستوى العالم؛ وذلك بانضمام جامعة الملك سعود لأفضل أربعمائة جامعة عالمية بتحقيقها المرتبة 380 حسب تصنيف ويبو ماتريكس الإسباني العالمي لشهر يوليو 2008م. وبصفتي مواطنا يعتز بمواطنته، وأكاديميا يفتخر بمهنته رغبت أن أعبر في هذه الأسطر المتواضعة عن مشاعري تجاه هذا الإنجاز العلمي العظيم.
ألا نفرح عندما يتقدم منتخبنا الرياضي؟ ألا نبتهج عندما يحقق هذا الوطن إنجازاً اقتصادياً؟ وما نحن فيه أساس لكل هذه الإنجازات إنه يوم العلم والتميز، يوم عيد للعلم والعلماء.
إن ما حققته جامعة الملك سعود من إنجاز تخطى كل التوقعات لم يأت من فراغ، ولم يكن من قبيل الصدفة، أو التحيز، بل كان نتاج عملية مضنية، معتمدة على رؤية مستقبلية واضحة المعالم والأهداف، تبعتها إجراءات عملية لتحقيق هذه الرؤية، مدفوعة بحس وطني، ومسؤولية وطنية.
لقد حققت جامعتنا التي نعتز ونفتخر بانتمائنا لها المركز الأول عربياً وإسلامياً وعلى مستوى الشرق الأوسط وإفريقيا، والمركز الثامن والعشرين على مستوى قارة آسيا، والمركز (380) عالمياً، وهذا مفخرة وأي مفخرة؛ مفخرة لولاة الأمر الذين سعوا ودعموا بإخلاص كل عمل خير فيه مصلحة الدين والوطن والمواطن، فلم يأل جهداً ولاة أمرنا عن التشجيع المعنوي، والدعم المادي لجميع مؤسسات العلم في هذا الوطن، وجامعتنا واحدة من هذه المؤسسات التي حظيت بدعم وزارة التعليم العالي بتوجيه ورعاية من قبل معالي الوزير الدكتور خالد العنقري وكافة قياديي الوزارة الذين كثيراً ما يؤكد معالي الدكتور عبدالله العثمان على دورهم المحوري ودعمهم اللامحدود لمشروعات وبرامج الجامعة.
وأود باسمي واسم كافة منسوبي كلية المعلمين بجامعة الملك سعود رفع أسمى عبارات التهنئة والشكر والتقدير لصاحب الريادة؛ ولمن قاد وحفّز ونفّذ، وسهر الليالي الطوال لتحقيق هذا الإنجاز متمثلاً في شخص معالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور عبدالله العثمان الذي نعرفه عن قرب متفانياً في خدمة هذا الوطن، مدفوعاً بحس المواطن المخلص لدينه ولولاة أمره ووطنه, معتمداً بعد الله على ما وهبه الله من قدرات؛ ومن همة وبُعد نظر؛ وهذا ليس كلامي فقد كنت ضمن وفد الجامعة لزيارة الجامعة الوطنية بسنغافورا العام الماضي وتحديداً في شهر 5-2007م حيث قال مدير الجامعة الوطنية السنغافورية البروفسور lee Sing Kong الذي يقوم برئاسة ثماني جامعات من أفضل جامعات العالم بأن الدكتور عبدالله (يمتلك الرؤية المستقبلية البعيدة ولديه أهداف يستطيع تحقيقها).
إن الوصول لهذا المركز شيء مهم ومفرح، ولكن الأهم هو المحافظة عليه؛ بل وتخطيه إلى مراتب أعلى، إن همة الرجال لا تقف عند حد، بل تسعى دائماً للرقي والاستمرار فيه، فليكن هذا الإنجاز دافعاً وحافزاً لجميع منسوبي هذه الجامعة وكافة جامعات الوطن كي يضاعفوا من جهودهم للوصول إلى مراتب أفضل في تصنيفات الجامعات العالمية، وهذا ما أكده معالي مدير الجامعة في مجلس الجامعة؛ حيث وضع نصب عينيه الدخول في منافسة تصنيف شنقهاي العالمي للجامعات لعام 2010م.
ولتكن جامعة الملك سعود نموذجاً يحتذى لبقية جامعاتنا السعودية والعربية والإسلامية.
بارك الله في ولاة أمورنا، وجهودهم للرقي بالوطن، وبارك الله في كل من ساهم من قريب أو بعيد في الوصول إلى هذا الإنجاز الجدير بالفخر والاعتزاز والاحتفاء به.
* عميد كلية المعلمين بجامعة الملك سعود