الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أفضل المرسلين
سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.. ومن تبعه إلى يوم الدين.. أما بعد.
منذ تأسيس الحرس الوطني في عام 1383هـ وذلك قرابة 46 سنة، وكان سمو سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- هو من تولى رئاسته. وكان سيدي له نظرة ثاقبة يبني فيها هذا الكيان وعين على المستقبل لإعداد قوة عسكرية لها خصوصية وطابع فريد تجعل من هذا الكيان الشامخ مركز استقطاب لجميع أبناء هذا الشعب بدون استثناء.
وأصبح سمو سيدي خادم الحرمين الشريفين رمزاً لهذا الكيان فلا يأتي مجال يذكر فيه الحرس الوطني إلا كان اسم سمو سيدي يلوح في الأفق، وهذا ليس بمستغرب على ملك خدم هذا الوطن بكل إخلاص ليكون الوطن في مقدمة اهتماماته. فقد تابع بنفسه وبشكل مباشر بتوفير جميع المتطلبات التي تجعل من الحرس الوطني قوة تحمي الوطن من عبث العابثين، فكان يخطط للمستقبل بوضع الآليات التي من شأنها أن ترتقي بالحرس الوطني إلى هامات المجد، وها نحن نجني ثمار ما زرع من نجاحات. وأول هذه النجاحات كلية الملك خالد العسكرية التي أنشئت عام 1400هـ وتعتبر الرافد الذي لا ينضب ومصنعا من مصانع الرجال الأفذاذ، وكان سيدي خادم الحرمين الشريفين مهتما بهذا الصرح غاية الاهتمام حتى أنه اختار صاحب السمو الملكي الفريق أول ركن الأمير متعب بن عبدالله على رأس هذا الهرم فكان نعم الاختيار، فمنذ توليه قيادة الكلية أصبح النبراس الذي يضيء سماء هذا الصرح بجهوده المميزة وتوجيهاته الهادفة وتواضعه الجم مع منسوبي الحرس الوطني وغيرهم من أبناء الشعب، فكان سموه في كل تخرج حريصاً على مقابلة الخريجين والسلام عليهم واحدا تلو الآخر بلفتة حانية وتشجيعيه لأبنائه الخريجين مما يعكس ذلك إيجابيا على الجميع، خصوصاً للخريجين الذين ينتظرون يوم التخرج بفارغ الصبر. وهذا اليوم هو الاحتفال بتخريج الدورة التاسعة عشرة من الضباط الجامعيين والدفعة الرابعة والعشرين من طلبة كلية الملك خالد العسكرية تحت رعاية صاحب السمو الملكي الفريق أول ركن متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب رئيس الحرس الوطني المساعد للشؤون العسكرية. يوم التخرج هو حصاد ثلاث سنوات من الدراسة العلمية والتدريب العسكري الذي يؤهل الخريج ليعمل بأسلوب قيادي في ميادين العمل، وليس ذلك وحسب وإنما يتخرج ولديه كم هائل من المعلومات العلمية التي تساعده على خوض مجال البحث العلمي أو إكمال الدراسات العليا. كل الخريجين لا تسعهم الفرحة بلحظات يمتزج فيها شعور الفخر والاعتزاز مع التطلع للمستقبل بنظرة تفاؤلية تجعل منهم قادة المستقبل الذين يقودون الحرس الوطني إلى المجد والعليا كالرعيل الأول والذي منهم قادة الحرس الوطني المميزين الذين وضعوا بصماتهم في هذا الكيان الشامخ بل تعدى ذلك لخارج الحرس الوطني، هو تميزهم في الدورات الداخلية أو الخارجية فالجميع في مقدمة الصفوف الأولى، وذلك لم يأتِ من فراغ، بل من قاعدة لها أساس هي المدرسة العسكرية سابقاً والتي تحولت إلى كلية الملك خالد العسكرية فيما بعد، والتي غذت هؤلاء بكم هائل من المعلومات بشكل علمي وعسكري مخطط له، وكل هذا بفضل الله ثم توجيهات سمو سيدي خادم الحرمين الشريفين وسمو سيدي الأمير متعب بن عبدالله -حفظهما الله- ولا ننسى الجهود التي يبذلها سعادة اللواء عيسى الرشيد مساعد قائد كلية الملك خالد العسكرية القلب النابض الذي لا يهدأ، وهو يتابع بنفسه بكل جد وإخلاص ويتطلع إلى الرقي بكل ما يدعم الجانب العلمي والعسكري من تقنيات حديثة وهو من العقليات المتفتحة التي تملك خبرات طويلة في المجال العسكري والأكاديمي.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
رئاسة الحرس الوطني