Al Jazirah NewsPaper Saturday  09/08/2008 G Issue 13099
السبت 08 شعبان 1429   العدد  13099
كيف تكون سعيداً..؟
عبدالرحمن بن عبدالعزيز التويجري

يقول البارئ سبحانه {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ} لابد للإنسان أن يعي معنى هذه الآية ومن قائلها.. فالكبد في الآية هو المشقة فلا مفر للإنسان في هذه الحياة من أن يمر عليه منغصات ومكدرات لعيشه، فنحن على هذه الأرض في امتحان وابتلاء، فمن صبر واحتسب فله أجر.. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم (عجباً لأمر المؤمن كله خير إن أصابته سراء فشكر فله أجر وإن أصابته ضراء فصبر فله أجر)، فمن جعل هذه الآية وهذا الحديث أمام ناظريه في هذه الحياة عرف معنى السعادة. فليست السعادة بالمال والجاه والمنصب. وليست السعادة بالمسكن والمأكل والمشرب. إنما السعادة بالقناعة، فلو أن كل إنسان رضي بما قسم الله له لعاش سعيداً. لكن مشكلة الناس اليوم من ذكور وإناث ينظرون لمن أعلى منهم فيتعب لكي يصل إلى درجتهم مع أنه لن يصل، فيكون بذلك أجهد بدنه وأتعب نفسيته دون جدوى فلم يصل إلى مبتغاه ولم يرض بما عنده، وبهذا يفقد الإنسان السعادة ولن يجدها في هذا الطريق مهما كان.

أصبح معيار السعادة في هذا الزمان (كم رصيدك من المال) تجد كثيراً من الناس يعتقدون أن أصحاب رؤوس الأموال في سعادة بالغة مع أنك لو جلست معه برهة من الوقت لتغيرت نظرتك لمعنى السعادة، ولا يشرح صدر المسلم ويجعله مطمئناً مرتاح البال سعيداً غير طاعة الله عز وجل واجتناب معصيته، ففي هذا الجانب تجد السعادة الحقيقية.

فكم من بدوي في الصحراء يجد قوت يومه ويصلي فرضه في سعادة لا يعلمها سوى رب العباد، وكم من غني صاحب جاه ومنصب يعيش في شقاء لا يعلمه إلا الله.

اليوم أصبحت السعادة لدى السذج من الناس في الكماليات فإذا لم يكن لديه سيارة آخر موديل فليس بسعيد وإذا لم يكن لديه شاليه على البحر فليس بسعيد، وإذا لم يكن في منزله الأثاث الفاخر فليس بسعيد، وهكذا حتى يصل إلى درجة غير معقولة من الهوس بما يتمناه ولن يدركه فيتعذب ويجلب إلى نفسه الشقاء وتنفر منه السعادة.

إلى كل من يبحث عن السعادة ولم يجدها فعليك أولاً بطاعة الله قال تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا}. ثانياً ترك المعاصي ثالثاً الرضى بما قسم الله لك رابعاً القناعة فإنها كنز لا يفنى فمن عمل بهذه الأشياء فإنه حتماً سيجد السعادة الحقيقية التي يبحث عنها ويعيش مرتاح البال مطمئناً، فصحة البدن وقوت اليوم هما المعيار الصحيح للسعادة.. والله من وراء القصد.

ديوان المظالم فرع منطقة القصيم



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد