ظلم - ياسر الروقي
اختتمت مساء أمس الأول - الخميس - ورشة العمل التي نظمتها الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها لمواجهة ظاهرة النفوق الجماعي في محمية محازة الصيد عقب أن استمر الخبراء والباحثون في المناقشات والجولات الميدانية طوال الأسبوع الماضي للتوصل للحلول الكفيلة بالسيطرة على الظاهرة حيث شملت الدراسات ثلاثة مستويات وهي: المستوى النباتي والحيواني والمناخي وتم تدارس عوامل الإجهاد البيئي المختلفة في المحمية وتأثيراتها السلبية على الأنواع الفطرية المعاد توطينها في المحمية ويأتي من ضمنها ظاهرة الجفاف والحمولة الرعوية (طاقة المرعى) وتغير أنماط المجموعات النباتية في المنطقة وارتباط هذه العوامل وانعكاساتها على ظاهرة النفوق الجماعي التي سجلت عدة مرات في محمية محازة الصيد, ومن ثم تمت صياغة إستراتيجية وخطط عمل قصيرة وبعيدة المدى للحد من هذه الظاهرة.. وقد أكد مدير مركز أبحاث الحياة الفطرية بالطائف أن من بين الحلول والإستراتيجيات التي توصل لها الباحثون تأهيل بعض المواقع في المحمية وحفر بئر ارتوازية عقب دراسة أرض المحمية من أجل وضع رشاشات للمياه الحلوة للسيطرة على الجفاف كما أقر الباحثون خلال الورشة طريقة تغذية الحيوانات وسقياها وتمت التوصية على الاعتناء بالحيوانات المتضررة التي شارفت على النفوق وذلك بوضعها داخل مسيجات صغيرة، لكن بإعداد قليلة لكي لا يؤثر ذلك على بيئة المحمية وأضاف البوق قائلاً بأن المسودة الأولى لورشة العمل تم الانتهاء من إعدادها وطباعتها فيما سيتم الانتهاء من إعداد المسودة الثانية خلال الأسبوعين القادمين قبل أن يتم إضافة كلمة معالي وزير الزراعة الدكتور فهد بالغنيم والأمين العام للهيئة الأمير بندر بن سعود من أجل طبع كتيبات مصورة عن الورشة حيث سيتم دعم الدول التي تعاني من نفس المشكلة بهذه الكتيبات التي تحتوي على التوصيات والحلول الملائمة.
وأشار البوق إلى أن تطبيق الخطط العاجلة التي تم التوصل إليها لمواجهة النفوق في محميات محازة الصيد وباقي المحميات التي تعاني من المشكلة سيبدأ من الآن حيث ستكون التجارب جاهزة قبل بداية الصيف القادم. يذكر أن ورشة العمل الدولية افتتحها معالي وزير الزراعة العضو المنتدب في الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية الدكتور فهد بالغنيم السبت الماضي بحضور صاحب السمو الأمير بندر بن سعود بن محمد آل سعود الأمين العام للهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها وذلك في مقر المركز الوطني لأبحاث الحياة الفطرية بالطائف.. وقد شارك في الورشة ثلاثون باحثاً ومتخصصاً من داخل المملكة وخارجها في عدد من العلوم المتنوعة ذات العلاقة بالموضوع، في علوم الحيوان والنبات والمراعي والغابات وإدارة المناطق المحمية والمناخ والطب البيطري يمثلون ثلاث جهات من خارج المملكة وهي مركز الحد من تأثيرات الجفاف بجامعة نبراسكا بالولايات المتحدة الأمريكية ومركز البيئة والمحافظة بأستراليا وإدارة البيئة والمحافظة بجنوب إفريقيا, ومن داخل المملكة تمثلها وزارة الزراعة، ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، والرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، وجامعة الملك سعود، وجامعة الطائف، وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن.
تجدر الإشارة إلى أن محمية محازة الصيد تبعد نحو 160 كيلو متراً شرق مدينة الطائف وتبلغ مساحتها (2244) كيلو متراً مربعاً وهي المحمية الوحيدة المسيجة بالكامل وتعتبر أول مختبرات إعادة التوطين في المملكة حيث تم إعادة توطين بعض الأنواع الفطرية منذ عام 1410هـ وتحتوي الآن على مجموعات جيدة من المها العربي وظباء الريم وطيور النعام والحبارى التي أعيد توطينها مرة أخرى إلى جانب العديد من الأنواع الفطرية الأخرى من الطيور والثدييات والزواحف المتوطنة التي تكاثرت بصورة طبيعية بها منذ حمايتها.