* ارتبط اسم مهاجم النصر الراحل (ميزر أمان) بذكرى صعود فريق النصر العريق لدوري الكبار عام 1383هـ فهو من قاد الرعيل الأول للصعود لأول مرة في تاريخه بهدف لا يُنسى سجله في مرمى فريق (شباب مكة) وذلك في نهائي بطولة المملكة للدرجة الثانية في ملعب ساحة إسلام بمكة المكرمة ليمنح (فارس نجد) تذكرة الصعود والتأهل لأول مرة في تاريخه لمصاف دوري الأقوياء.
* كما يُعد النجم الراحل أول لاعب بالمنطقة الوسطى يحصل على درجة الماجستير في علم النفس الاجتماعي فكان بذلك الوحيد في فريقه الذي جمع المستوى الفني والخلق الرفيع وكذا التحصيل العلمي الأكاديمي.
* (الجزيرة) وكعادتها في نقل الصورة عن نجوم الأمس الرياضي تُسلِّط الضوء عن جانب من حياة هذا النجم الخلوق الذي وافته المنية قبل أيام قلائل عن عمر يناهز 64 عاماً، نتناولها عبر الأحداث التالية.
البداية مع النجوم
* بدأ في ممارسة رياضته المفضلة كرة القدم في الحواري والمدارس وتحديداً في حلة القصمان في النصف الثاني من عقد السبعينيات الهجرية مع فريق سُمي (بالنجوم) الذي ضم عدداً من اللاعبين البارزين أمثال عبد الله أمان وصالح العميل وسلمان العمير.. ومن فريق الحي انضم لفريق النصر عام 78 - 1379هـ ومثَّله في خط الهجوم مع نجوم الرعيل الأول الذين شهدوا حركة التأسيس والبناء للكيان النصراوي على يد الثلاثي ناصر ابن نفيسة وابني الجبعاء حسين وزيد.
الرعيل الأول
* مثَّل ميزر أمان النصر في خط الهجوم مع نجوم الرعيل الأول الذين وضعوا لبنة التأسيس والبناء ومنهم ناصر كرداش وفيصل العسيلان وسعود أبو حيدر وعبد الله أمان ورزق سالمين وناصر بن نفيسة وعبد الرحمن الحويان ومحمد بلال.. وهؤلاء ساهموا في وضع لبنات التأسيس ونشأة هذا النادي العريق ونجحوا في إعلان صعود فارس نجد لدوري الكبار عام 83 - 1384هـ وذلك في نهائي بطولة المملكة للدرجة الثانية بهدف تاريخي سجله ميزر أمان كتب سطور صعود الأصفر لأول مرة إلى دوري الأضواء .
الكنج وأحمد عبد الله
* أشرف على تدريبه خلال مشواره الذي امتد لأكثر من 10 أعوام مع النصر العديد من المدربين وبالتأكيد يبقى المدربان أحمد الجوكر وأحمد عبد الله والد النجم الخلوق ماجد عبد الله الأبرز في محطته الرياضية خاصة (أحمد عبد الله) الذي كان يعتمد عليه كثيراً ونجح في قيادة فارس نجد للصعود لدوري الكبار بهدف وحيد سجله ميزر في بطولة المملكة للدرجة الثانية في فريق شباب مكة صعد الفريق الأصفر إزاءه لأول مرة لمعانقة الأضواء بعد أن صُنِّف وسُجِّل عام 1380هـ رسمياً ضمن أندية الدرجة الثانية.
مقومات البروز
* تميز النجم الراحل بالخفة والرشاقة والمهارات العالية فضلاً عن امتلاكه لقدم قوية يجيد بها فن التصويب من مسافات بعيدة وكذا حسن أخلاقه وسلوكه الرياضي الرفيع الذي أضاء له دروب النجومية وعزز مكانته في الخارطة النصراوية وسط كوكبة من النجوم والأسماء اللامعة في تلك الحقبة.
ثنائي مرعب
* بعد انضمام رباعي النهضة وهم: أحمد الدنيني وحمندي وعثمان بخيت والفنسة بتأثير قوي ومباشر من رمز النصر الراحل الأمير عبد الرحمن بن سعود شكَّل النجم الراحل مع المهاجم الكبير أحمد الدنيني ثنائياً يصعب إيقافه والحد من خطورته فقد ساهما في قيادة الفريق الأصفر لإحراز الانتصارات القوية والألقاب المتعددة ولعل أبرزها وصول فارس نجد لنهائي كأس الملك لموسم عام 1387هـ لأول مرة بقيادة هذا الثنائي الخطير.
أخضر الثمانينيات
* جاء بروزه القوي مع الفريق الأصفر وتحديداً بعد صعوده لدوري الكبار عام 1383هـ فتم اختياره لتمثيل منتخب الوسطى عام 85 - 1386هـ ثم وقع عليه الاختيار مع زميله أحمد الدنيني وعبد الله أمان من النصر لتمثيل منتخب المملكة الأول.. طبعاً كانت لقاءات الأخضر آنذاك مقتصرة فقط على إقامة لقاءات حبية وودية مع بعض الفرق الزائرة آنذاك بالإضافة إلى مشاركته في الطائف في دوري منتخبات المناطق.
عايش أبرز جلين
* عاصر ميزر أمان أبرز جيلين مرّا بتاريخ النصر المخضرم هما جيل عبد الله أمان وناصر كرداش وعبد الرحمن بن الحوبان وسعد الجوهر وسعود أبو حيدر وناصر بن نفيسة ومحمد بلال ثم جيل محمد سعد العبدلي وعثمان بخيت وخالد التركي ومبروك التركي واستمر في الملاعب حتى أواخر عقد الثمانينيات الهجرية حيث أعلن اعتزاله الكرة بسبب التشبع والملل وهو في قمة مستواه الفني ونضجه الكروي خصوصاً أنه كان حريصاً على بناء مستقبله بالعلم والمعرفة ووجد فرصة الابتعاث الخارجي في التسعينيات الهجرية.
عشق أزلي
* عشق ميزر أمان النصر حتى الثمالة فبعد اعتزاله الكرة عام 89 - 1390هـ رُشح على وظيفة في قطاع التربية والتعليم بعد تخرجه من معهد التربية الرياضية فعمل في حقل التدريب بعد ترشيحه لدورة تدريبية في تونس من قبل وزارة المعارف حيث رُشح معه عدد من المعلمين الرياضيين لحضور هذه الدورة التأهيلية ومنهم سعيد بن يحيى وحميد جمعان وحسن بصيري ونجح في اجتيازها بكل تفوق.. ودفعه عشقه الأصفر لخوض تجربة جديدة في مجال التدريب حيث أشرف على تدريب فريق النصر على مستوى الناشئين أكثر من أربعة أعوام وساهم في صنع جيل ذهبي للنصر ودعم المسيرة الصفراء بعدد من المواهب الواعدة التي أشرف عليها وأبرزهم عبد الله عبد ربه وتوفيق المقرن وسعد السدحان ودرويش سعيد وحسن أبو عيد وبحكم طبيعة عمله كمدرب تربية رياضية ساهم أيضاً في دخول العديد من الألعاب المختلفة في دوري المدارس على مستوى المنطقة الوسطى وبدعم قوي من زملائه الرياضيين السابقين حميد الجمعان وعملاق السلة الراحل سعد خير الله (رحمه الله) وعبد الحميد عبد الله وسعيد بن يحيى حيث انتشرت ألعاب القوى وكرة الطائرة والسلة واليد بالمدارس ومن المدارس دخلت هذه الألعاب بعض الأندية الرياضية ومنها نادي النصر.
ونظراً للنجاحات المتميزة كمعلم تربية رياضية يملك فكراً تدريبياً عالياً اختير عام 92 - 1393هـ ضمن الجهاز الفني لتدريب منتخب المملكة المدرسي للمشاركة في الدورة المدرسية في مصر وضم المنتخب المدرسي بعض الأسماء الشهيرة أمثال سالم مروان وتوفيق المقرن وإبراهيم اليوسف وسمير سلطان وعلاء رواس وإبراهيم مريكي.
وكان من المدربين المرشحين لتدريب المنتخبات السنية لامتلاكه مقومات الاكتشاف وصقل المواهب فنياً ونظراً لالتحاقه ببعثة لمواصلة دراسته الجامعية في الولايات المتحدة الأمركية توقف رياضيا (قسراً).
نهل العلم والمعرفة
* بدأت رحلته الدراسية في الخارج في منتصف التسعينيات الهجرية بعد حصوله على بعثة خارجية فدرس البكالوريوس في جامعة (منيوسوتا بولاية ميتوسوتا الأمريكية) وحصل على درجة البكالورس في علم النفس ودبلوم الخدمة الاجتماعية ثم انتقل لجامعة سانت كلاود فدرس الماجستير ونالها بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف تخصص علم النفس الاجتماعي وبعد حصوله على هذه الدرجة الرفيعة تأجج الحماس والرغبة بداخله نحو مواصلة دراسته العليا ونيل شهادة الدكتوراه في ذات التخصص بيد أن وفاة والده وما ترتب على ذلك من ظروف عائلية عجلا بعودته لأرض الوطن والتوقف عند محطة الماجستير التي نالها بامتياز مع مرتبة الشرف.
الرياضي الأديب
* كان النجم الراحل متألقاً في أكثر من نشاط فهو رياضي تربوي - اجتماعي - نفساني وإعلامي أيضاً ففي التسعينيات الهجرية أطلق عليه لقب (الرياضي الأديب) نظراً لمشاركته الإعلامية والأدبية حيث كانت له زاوية في إحدى الصحف المحلية بالمنطقة الوسطى أسماها (رميات).. وكان الفقيد صاحب أطروحات إعلامية شاملة رياضية - أدبية وثقافية مستمداً هذا الإبداع الإعلامي من حصيلته العلمية وثقافته العالية التي أكسبته شخصية متميزة في كثير من الجوانب.
ويبقى ميزر أمان النجم الذي أبدع في المضامير الرياضية والتربوية والاجتماعية والثقافية والأدبية.. علامة بارزة في تاريخ نادي النصر الذي صنع لنا نجماً استثنائياً فنياً وخلقياً وثقافياً وعلمياً.. تغمده الله بواسع رحمته.