الذهب هو ذلك المعدن الثمين الذي يعد من أحد الأنشطة الاقتصادية ومن المحاصيل الاستراتيجية والثروات المعدنية ذات القيمة الصناعية ومن الموارد المهمة للدولة، ويؤثر بالأوضاع الاجتماعية للشعوب المستهلكة والذي أثار أنظار معظم نسوة العالم بجماله وبريقه ونظراً لأهميته وقيمته فقد أطلق عليه البعض (احفظ مالك).إلا أن سعر الذهب قد فاجأ العالم بوجود طفرة مجنونة أصابته بصدمة مروعة لدرجة أن الخبراء يجمعون على أن هذا هو حال الذهب وبالرغم أنه سلعة ناعمة براقة إلا أنها عنيدة ومقبلة وتختلف عن غيرها من السلع الاستراتيجية الأخرى.وارتفاع أسعار الذهب يمثل مشكلة رئيسية يحار في تفسيرها خبراء مجلس الذهب العالمي والبنوك الدولية فقد ارتفع سعره بأكثر من 30% في عام 2007وسط عمليات شراء له كملاذ آمن للقيمة بسبب أزمة الائتمان والمخاوف بشأن صحة الاقتصاد الأمريكي والتي دفعت لانخفاض الدولار فضلا عن ارتفاع أسعار النفط إلى مستويات قياسية ولا شك أن ارتفاعه عالميا كان له بالغ التأثير على حجم الاستهلاك بالطن في أسواق الهند وهي أكبر سوق للمجوهرات الذهبية في العالم قد انخفض الطلب عليها بنحو 64% وكذلك أسواق الولايات المتحدة فقد شهدت تراجعاً بنسبة 14% مقارنة بعام 2006م كما أثر هذا الارتفاع على إقبال المستهلك العادي في الشراء بنسبة مرتفعة تقدر بحوالي 60% وقد يؤثر هذا الارتفاع على الإقبال الحالي من قبل المستثمرين أيضاً ومن الآثار السلبية الناتجة عن ارتفاع أسعار الذهب أن الكثير من مصانع الذهب تقوم بتجميد أعمالها ولجوء التجار إلى تقليص العمالة في الغلاء وارتفاع أسعار الذهب أضعف نسبة الإقبال على شرائه وبالتالي سبب الكثير من الخسائر المادية لأصحاب تلك المصانع وهذه ردة فعل طبيعية كما أدى ارتفاعه أيضا إلى زيادة نسبة الذهب المغشوش وقيام العديد من العمالة بالهروب بل وتهريب كميات كبيرة من الذهب.بالرغم من أن السعودية تعد أكبر مستهلك للذهب بالمنطقة العربية إلا أنها بعد ارتفاع أسعار الذهب توقفت فعليا عن بيع دون أية تدفقات منه للخارج بينما يبقى صناع المجوهرات على الكسر الذي يمكنهم الحصول عليهم إما لتحقيق مزيد من المكاسب أو لتجنب استيراده أو شراء الذهب بأسعار مرتفعة وكذلك الأمر لأسواق الذهب في دبي حيث أدى الارتفاع القياسي إلى انخفاض حاد في تدفق كسر الذهب الداخل إلى الإمارة والتجارة عامة وبخاصة تجارة الذهب فكل من السعودية ودبي يحركها عادة طلب قوي من بقية العالم العربي ولا زالت السعودية تتصدر قائمة الأسواق الخليجية في تحقيق أكبر نسبة في مبيعات الذهب حيث ارتفعت مبيعاتها بنسبة 17% من حيث الكمية ونحو 30% من حيث القيمة عام 2007م مقارنة لما سبق مع نمو اقتصاد المملكة بينما يوفر 20 طنا كل ثلاثة أشهر للسوق المحلية والإقليمية وذلك الانتعاش في أسواق الذهب السعودية رغم ارتفاع الأسعار عالميا يأتي لما تتمتع به المملكة السعودية من سياحة دينية تتمثل في موسمي الحج والعمرة بالإضافة إلى موسم الخطوبة والزواج الذي يلي شهر رمضان واقتراب عيد الفطر المبارك حيث يحرص الكثير على تقديم هدايا الذهب في هذه المناسبات مما أدى إلى تقليل تأثير ارتفاع الأسعار على عمليات البيع والشراء بالإضافة إلى زيادة الإقبال على شراء القطع الصغيرة من الذهب والمجوهرات في حين قل الإقبال على شراء القطع الكبيرة وعلى هذا الصعيد نتوقع أن يواصل الذهب رحلته الصعودية إلى مستوى 1000 دولارا للأونصة حالياً هي تعتبر نسبة عالية وغير مسبوقة مقارنة بالأعوام السابقة وهذا الارتفاع في أسعار الذهب يرجع سببه إلى انخفاض سعر الدولار الأمريكي.بالإضافة إلى أن ارتفاع أسعار النفط في السنتين الأخيرتين قد خلقت جوا من التفاؤل لدى المستهلكين في السعودية والإمارات مما أدى إلى زيادة المبيعات والاستهلاك وبذلك يتأكد لنا الأهمية والمكانة التي يحتلها الذهب في حياة الناس بالرغم من ارتفاع أسعاره عالمياً، فكثيرا ما يستخدم الذهب للتحوط ضد التضخم وبديلا للاستثمار في العملات والسندات كأداة مالية تماشيا مع نمو الطلب العالمي كأداة استثمار كما أنه أحد عناصر تقليل المخاطر ضم أي محفظة استثمار ولذلك زاد الطلب عليه بشكل إجمالي في مختلف المجالات عالمياً.
asa5533@hotmail.com