Al Jazirah NewsPaper Friday  08/08/2008 G Issue 13098
الجمعة 07 شعبان 1429   العدد  13098
بطلان الاحتفال بليلة النصف من شعبان
أ.د. أحمد بن عبدالله الباتلي

ليلة النصف من شعبان ذكر العلماء أن الاجتماع لها بدعة قال الحافظ ابن رجب: وأنكر ذلك أكثر العلماء من أهل الحجاز، منهم عطاء وابن أبي مليكة، ونقله عبدالرحمن بن زيد بن أسلم عن فقهاء أهل المدينة وهو قول أصحاب مالك وقالوا: ذلك كله بدع (لطائف المعارف ص263).

وقال النووي: صلاة رجب وشعبان بدعتان منكرتان قبيحتان.

وأما اعتقادهم أن ليلة النصف من شعبان هي ليلة القدر فباطل باتفاق المحققين من العلماء وأبطله ابن كثير في تفسيره لسورة القدر، ويدل على ذلك قوله تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} فنزوله في رمضان لا شعبان.

ولو كان بين الاحتفال أو تخصيصها بصلاة أو دعاء لفعله من هم خير منا صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم لنا فيهم قدوة حسنة، ولنحذر كل بدعة فهي ضلالة ولا نحضر احتفالاتهم ولا نجالسهم. قال الفضل بن عياض: من جلس مع صاحب بدعة لم يعط الحكمة، وأحب أن يكون بيني وبين صاحب البدعة حصن من حديد. (حلية الأولياء 8-103).

ومما يؤسف له انتشار كثير من البدع بين المسلمين، ومن ذلك ما نشاهده ونسمعه في ليلة النصف من شعبان من إقامة الاحتفالات والمهرجانات وإلقاء المواعظ والكلمات، ونقل ذلك على الهواء عبر القنوات ويزعمون أن ليلة النصف من شعبان هي ليلة القدر، وليلة المغفرة، وليلة العتق من النار، وليلة الرزق، وليلة حياة القلوب وغيرها مما زعموه يستدلون على ذلك بأحاديث موضوعة لا تصح منها:

حديث: (إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها، وصوموا نهارها) أخرجه ابن ماجة برقم (1388) قال في الزوائد: إسناده ضعيف، لضعف ابن أبي سبرة وقال فيه أحمد وابن معين: يضع الحديث. قلت: فهو موضوع.

قال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح (العلل المتناهية 2-71).

وحديث: (ليلة النصف من شعبان يغفر الله لعباده) رواه البيهقي والطبراني وقاد الدارقطني: غير ثابت. وقال ابن الجوزي: وهذا لا يصح، فيه مجاهيل.

وحديث : (من أحيا ليلة النصف من شعبان لم يمت قلبه يوم تموت القلوب) قال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيه آفات. (العلل المتناهية 2-72)، وقال الذهبي: هذا حديث منكر مرسل. (ميزان الاعتدال 3-308).

وقال العراقي، حديث صلاة ليلة النصف باطل وأخرجه ابن الجوزي في الموضوعات (تخريج الإحياء 1187).

وذكر سماحة والدنا الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز - رحمه الله - في (مجموع الفتاوى 1-186) أن من البدع التي أحدثها بعض الناس بدعة الاحتفال بليلة النصف من شعبان، وتخصيص يومها بالصيام وليس على ذلك دليل يجوز الاعتماد عليه.

وقد ورد في فضلها أحاديث لا يجوز الاعتماد عليها، أما ما ورد في فضل الصلاة فيها فكله موضوع، ثم استدل على أنها بدعة بقوله صلى الله عليه وسلم (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد).. رواه الشيخان من حديث عائشة رضي الله عنها، وفي صحيح مسلم عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في خطبة الجمعة: (أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدى هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة).

أستاذ السنة بكية أصول الدين بالرياض.



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد