Al Jazirah NewsPaper Friday  08/08/2008 G Issue 13098
الجمعة 07 شعبان 1429   العدد  13098
العمل التطوعي بين الواقع والمأمول
يحيى الزهراني

كما هو معلوم لدى الجميع فإن التطوع هو: تقديم خدمة أو عون أو نفع إلى جهات معينة أو أفراد دون مقابل مادي أو معنوي وهو نوع من المساهمة في التنمية بجميع أنواعها والاجتماعية منها بصفة الخصوص.

ولقد حث ديننا الحنيف على التطوع وبذل كل ما من شأنه إسعاد البشرية ابتداء من ذات الشخص وامتداداً إلى الآخرين فقال تعالى في شأن العبادات: {وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ} وقال الرسول الكريم: (الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله أو القائم الليل الصائم النهار) وقال عليه السلام: (من مشى في حاجة أخيه كان خيراً له من اعتكاف عشر سنوات) أو كما قال عليه السلام ولعل هذا دليل قاطع على أن هذه الأمة أمة خيرية وأن هذا المجتمع قائم على تلك الأصول السليمة والجذور المتينة الراسخة في عمل الخير والتطوع.

وفي هذا الإطار أرغب أن أشير إلى تلك الجهود المبذولة من حكومتنا الرشيدة لتطوير العمل التطوعي والرقي به وخصوصاً ونحن نعيش هذه الأيام حراكاً جيداً في الأعمال التطوعية وإرهاصات تنبئ عن وجود عمل مؤسساتي قائم على أصول واضحة وقواعد ثابتة من خلال دعم الحكومة وتشجيعها لتلك الأعمال التطوعية من خلال دعم كل الجهات والمرافق والجمعيات التي تقوم على الأعمال التطوعية وما ذاك إلا إيمانا من ولاة الأمر والمسؤولين بأهمية دور العمل التطوعي في النهوض بكافة الخدمات المقدمة لأفراد المجتمع.

ولكنني أرى أن تلك الجهود يجب أن تؤصل وتتضافر لتشكل نسيجاً لعمل تطوعي متكامل، كما يجب الاستفادة ممن سبقنا في ذلك من الغرب الذين تفانوا في التطوع في خدمة المؤسسات التي تعنى بالحيوانات عوضا عن الإنسان فيجب الاستفادة من تلك السبل المتطورة لجذب المتطوعين فيما يخدم بني الإنسان، ولعلي من خلال عملي بجمعية حركية في خدمة إخواني وأخواتي من المعاقين حركياً أورد بعض المقترحات لتطوير آليات تطوير العمل التطوعي والتي اجتهدت في كتابتها، والأفكار التي اقترحها هي:

1- ترسيخ فكرة العمل التطوعي منذ الصغر وذلك عن طريق:

- استغلال بعض حصص النشاط الطلابي في المدارس في خدمة ومساعدة بعض أقرانهم من الأطفال في المستشفيات أو جمعيات المعاقين أو رعاية الأطفال الأيتام وتشجيع المتطوعين منهم على ذلك بالهدايا والدرجات.

- تدريب طلاب الكشافة على استمرارية العمل التطوعي طوال العام إضافة إلى جهودهم العظيمة والمباركة في خدمة حجاج بيت الله.

- الاستفادة من الطلاب المتخرجين والعاطلين عن العمل مع إمكانية احتساب تلك الساعات لهم كنقاط مفاضلة عند تساوي قدراتهم عند التوظيف.

- التنسيق مع وزارة التعليم العالي لاعتماد العمل التطوعي لطلاب الجامعات وخصوصاً طلاب الدراسات الاجتماعية فيجب أن يكون لديهم عدد معين من ساعات التطوع وخصوصاً في فصول التطبيق العملي في الجامعة على أن تحسب كنقاط مفاضلة عند التوظيف.

2- حث بعض الشركات والجهات المالية ذات العلاقة بالمساهمة بالمشاركة الفعلية في العمل التطوعي بما يلي:

- أن يكون بعض تبرع تلك الشركات بأسهم من أسهمها لتكون مصدر دخل متنامي للجمعيات يدار من تلك الشركات ذات الخبرة تضمن نمو تلك الأموال والأعمال التطوعية.

- إتاحة أولوية للجمعيات الخيرية والتطوعية للاكتتابات الأولية لتلك الشركات أسوة بمؤسستي التأمينات والتقاعد وهذا ما رأيناه قد بدأ مؤخراً بمبادرة من هيئة سوق المال مشكورة.

3- تبني إنشاء مركز أو بنك معلومات وطني لمعلومات العمل الخيري والتطوعي يتم الإفادة والاستفادة منه في هذا المجال حتى يستفاد من الخبرات المتراكمة حتى لا يخضع العمل للاجتهادات الفردية التي قد تؤثر سلباً على العمل التطوعي.

4- التنسيق مع وزارة الداخلية بجعل العمل التطوعي جزءاً من العقوبات المفروضة على بعض نزلاء السجون في قضايا غير جنائية ترويضاً لنفوسهم على العمل الاجتماعي التطوعي وإفادة المجتمع من قدراتهم وطاقاتهم.

5- عمل قنوات للتواصل ونشر العمل التطوعي من خلال قناة تلفزيونية متخصصة أو موقع إلكتروني لشرح ما هو جديد في عالم التطوع بالإضافة إلى وضع إمكانيات تلك القنوات لجميع الجهات التي ترغب في الاستفادة منها حتى ولو كان الاشتراك بتلك القنوات برسوم رمزية لدعم استمرار عملها.

6- إنشاء مؤسسة أو هيئة عامة للعمل التطوعي والخيري تعمل تحت مظلة وزارة الشؤون الاجتماعية للقيام بالمهام التالية:

- الإشراف على الأعمال الخيرية المقدمة من الجمعيات وجهات التطوع.

- تتبنى إقامة دورات تدريبية داخلية وخارجية للوصول إلى أحدث طرق العمل التطوعي وتمنح شهادات تؤهل للانخراط في العمل التطوعي وتكون معتمدة من المؤسسة الفنية للتدريب المهني والتعليم.

- تعتمد سلم تطوعي للأعمال يحسب بالنقاط بحسب كل عمل على أن يكرم الشخص بعد حصوله على رتبة أو درجة معينة في العمل التطوعي على أن يعتد بتلك النقاط فيا لمفاضلة الوظيفية في الخدمة الاجتماعية والجمعيات الخيرية.

- يكون الدعم لهذه المؤسسة أو الهيئة من الوزارة أو من خلال التبرعات والهبات مع التركيز على الأوقاف لدعم العمل التطوعي.

7- إنشاء جائزة على مستوى الدولة لتكريم رواد العمل التطوعي وذلك من خلال النقاط والشهادات التي تمنح للمتطوع من المؤسسة المقترحة أعلاه.

8- تبني فكرة برنامج (أنت قدوة) لإبراز رواد التطوع في المجتمع السعودي وبقية دول العالم وكيفية الاستفادة مما وصلوا إليه نم خلال خدمتهم لمجتمعاتهم وأوطانهم على أن يمنحوا جائزة الدولة المقترحة أعلاه ويكرموا بحفل سنوي يقام لهذه المناسبة.

وأخيراً أرجو أن تجد هذه المقترحات النور لتطبيقها والاهتمام بها لنجعلها واقعاً ملموساً يؤثر إيجابياً على واقع العمل التطوعي كما أسأل العلي القدير أن ينفع بها الجميع، والله من وراء القصد.

عضو مجلس الإدارة بجمعية حركية ورئيس اللجنة الاجتماعية والرعاية الطبية



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد