دائما ما يدور الكلام في المجالس والمنتديات عن ذم (الواسطة) رغم أن الجميع متلبس بها ومحتاج إليها وهي ظاهرة صحية إذا كانت في حدود المعقول، ولا ينبغي أن نحكم عليها منذ أن نسمع باسمها.
فإن كانت غايتها إبطال حق أو إحقاق باطل فهي باطل ولا ريب وإن كانت غايتها إزهاق باطل أو إقرار حق فهي حق ولا شك بمعنى أنها فضيلة متى التمست دفع الأذى عن مكلوم أو رفع الحيف عن مظلم، وهي شر مستطير متى كانت نصيرا للظالم على المظلوم أو وضع أحد في مكان لا يستحقه مع وجود من يستحقه.
هناك من الناس من يرفض مسألة الواسطة جملة وتفصيلا حتى لو كانت في خير وتدل على الخير، وهناك من الناس من لا يرد يد لامسته فكل من أتاه ذهب معه أو كتب له من غير أن يعرف مقدرته ولا حاجته ولا النظام المعمول به.
والخير كل الخير في التوسط فنحن أمة وسط فمتى احتاج الناس إلى جاهك لنشر خير أو دفع مظلمة أو جلب مصلحة خاصة أو عامة فليس هناك ما يسوغ التأخر عنهم، وينبغي ألا تأخذنا العواطف في وساطاتنا فالذي يستحق الشيء يقدم له.
*الرياض