Al Jazirah NewsPaper Friday  08/08/2008 G Issue 13098
الجمعة 07 شعبان 1429   العدد  13098
رئيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالطائف لـ«الجزيرة»:
كتاب الله هو السبيل الأمثل لمكافحة الجريمة والحد من انتشارها

الطائف - خاص بـ(الجزيرة):

أثبتت الدراسات الأمنية أنّ إشغال أوقات الشباب بما هو نافع ومفيد أمر مهم للغاية، خاصة حفظ القرآن الكريم هو السبيل الأمثل لمكافحة الجريمة والحد من انتشارها في هذه الأزمان، وهذا الأمر جعل المسؤولين في وزارة الداخلية في هذه البلاد، يصدرون توصياتهم بشأن فتح حلقة لتحفيظ القرآن الكريم في كل مسجد، وتبنّت ذلك مشكورة وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد فعمّمته على الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم.

أوضح ذلك ل(الجزيرة) الدكتور أحمد بن موسى السهلي رئيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمحافظة الطائف، وقال: إنّ حلقات تحفيظ القرآن الكريم ومدارسه هي صمّام الأمان - بإذن الله تعالى - من انحراف الشباب عن جادّة الصواب والحق، ولعلّ زيارة واحدة لإحدى الحلق أو المدارس القرآنية تبيِّن بجلاء تام الصورة الناصعة النقية للمتعلمين والدارسين الحريصين على تعلُّم كتاب ربهم وحفظه والعمل به، المتخلِّقين بأخلاقه والمتحلِّين بآدابه.

وأضاف فضيلته قائلاً: إنّ استعراضاً سريعاً لكلِّ من وقع في براثن الإرهاب وتشبّع بالأفكار المنحرفة، يدلّنا على أنهم ما تعلّموا كتاب الله تعالى بشكل صحيح، وفق المنهج السليم الذي قامت عليه هذه البلاد المباركة منذ نشأتها، وسارت عليه الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم والتزمت به، بل إنّ أهل القرآن الكريم هم عرف الناس بالحق من الباطل، بالهدى من الضلال، وبالسنّة من البدعة، وبالفاضل عن المفضول، وهم منارات هدى ورشاد لغيرهم ممن يسترشد بهم ويتعلّم منهم، وهم أحرص الناس على ما فيه صلاح الناس ونفعهم، وإذا علمنا ذلك، فإنّ جمعيات تحفيظ القرآن هي الساعد الأيمن لمؤسساتنا التربوية في هذه البلاد المباركة لمحاربة الإرهاب، والدعوة إلى الوسطيّة، ومحاربة الغلوِّ والتطرُّف.

وبيّن الدكتور السهلي أنّ الجمعية طرحت (مشروع إحياء سنّة الوقف الخيري) خدمة للقرآن الكريم، وسيراً على خطى الرعيل الأول، من سلف هذه الأُمّة من الصحابة والتابعين، في نشر كتاب الله تعالى وتعليمه لكافة شرائح المجتمع المسلم، على مختلف مستوياتهم، وكذلك لإيجاد موارد ثابتة يعتمد عليها بعد الله في توفير متطلّبات مشاريع الجمعية والإنفاق عليها، وقد أطلق على هذا المشروع مسمّى (أوقاف الرضوان لأهل القرآن)، مشيراً إلى أنّه مشروع يعني بإيجاد أوقاف خيرية (عقارات، معارض، محطات .. الخ) في كل حي للاستفادة منها تعليمياً أو استثمارياً لدعم مناشط الجمعية المختلفة، من أهدافه إحياء سنّة الوقف الخيري، وإيجاد وقف في كل حي من أحياء الطائف، ليكون مركزاً لتعليم القرآن الكريم لكافة فئات المجتمع.

وقال فضيلته: إنّ الأوقاف التي يشتمل عليها المشروع متنوّعة وهي:

1 - الأوقاف العامة: وهي ما يتم وقفه دعماً لمناشط الجمعية: منزل، أرض، أسهم.

2 - الأوقاف التعليمية: هي الوقف المخصص لتعليم القرآن الكريم كالمدارس والمراكز.

3 - الأوقاف الاستثمارية: هي أي وقف تقيمه الجمعية أو تشتريه بقصد استثماره ليعود ريعه على مناشطها: كالأراضي، المحلات التجارية، العقارات الاستثمارية، محطات وغيرها .. مشيراً إلى أنّ طريقة المساهمة في هذا المشروع تكون بما يلي:

- أولاً: الوقف على الجمعية: عمارة أو محطة أو سوق أو أرض.

- ثانياً: المساهمة في المشاريع الوقفية: تعليمية أو استثمارية قيمة السهم الواحد (1000) ريال.

- ثالثاً: التعاون في إيجاد أوقاف خيرية لصالح الجمعية.

وأعلن رئيس الجمعية بالطائف أنّ المشروعات الوقفية للجمعية ما يلي: أولاً: الأوقاف التعليمية: (وقف مركز فاطمة النسائي لتعليم القرآن الكريم)، ويعتبر هذا الوقف صرحاً تعليمياً مهماً استفادت منه شريحة النساء وذلك بتعليمهن كتاب الله - عز وجل - خلال اليوم - صباحاً ومساءً حيث يدرس فيه ما يقارب من (2000) دراسة يومياً، و(وقف مركز آسية بنت مزاحم) - رضي الله عنها - النسائي لتحفيظ القرآن الكريم، وهو على غرار مركز فاطمة الآنف الذكر، - (وقف مركز أم كثلوم - رضي الله عنها) النسائي: وهو وقف تعليمي أيضاً، يقوم على تعليم النساء لكتاب الله الكريم وعلومه، ثانياً: الأوقاف الاستثمارية: (وقف سوق شبرا التجاري حي الفيصلية)، وهو عبارة عن وقف استثماري يعود ريعه لجمعية تحفيظ القرآن الكريم بالطائف، (وقف الحلقة) - الحلقة الغربية أمام مجمع مدارس البنات، وهو عبارة عن أرض سكنية مساحتها 900 متر مربع.

وتناول الدكتور السهلي الصعوبات والمعوقات التي تواجه جمعيات التحفيظ بقوله: إنّ كل عمل لا بدّ أن يواجه بعض الصعوبات والمعوقات، وهذا أمر طبيعي، ولكن التميّز في العمل يكمن في تجاوز هذه الصعوبات وإيجاد السبل لتذليلها والتغلب عليها، وفي هذا العجالة سوف أذكر بعض الصعوبات التي تواجهها أغلب الجمعيات، ومن أهمها: (قلة الموارد المالية) وهذا لا يعني أنّ أهل الخير والبذل والعطاء لا يبذلون، بل العكس، فأهل الخير في هذه البلاد المباركة لا يألون جهداً في بذل كل ما يستطيعون لمساعدة جمعيات التحفيظ في استمراريتها، ولكن نظراً لتوسع أعمال الجمعيات وازدياد إقبال الناس على تعلُّم كتاب الله الكريم - ولله الحمد والمنّة - فلم تَعُد تكفي هذه التبرعات، والهبات لتغطية مصاريف الجمعيات المتزايدة، مبدياً رأيه في أنّ السبيل إلى التغلُّب على هذا المعوّق المهم جداً هو في زيادة الاهتمام بالمشروعات الوقفية الاستثمارية، وذلك حتى يستقر الدخل ويكون مورداً مالياً ثابتاً، وكذلك تنشيط أقسام العلاقات والإعلام بالجمعيات لإبراز دورها في المجتمع، وحث الناس على التبرع لها ومساندتها للاستمرار في مسيرتها، كما أنّ من المعوقات التي تواجه الجمعيات - أيضاً - عدم توفر المدرسين الأكفياء للتعليم وتحفيظ القرآن الكريم، وهذا الأمر يمكن التغلُّب عليه بعمل الدورات التدريبية للمعلمين القدامى في التجويد وعلوم القرآن وطرق التدريس، وأيضاً ما يساعد على التغلُّب على هذا المعوّق إنشاء المعاهد المتخصصة في تخريج المعلمين في كل جمعية، علماً بأنّ بعض الجمعيات قد بدأت بالفعل في السير نحو هذا الهدف بخطى ثابتة، مؤكداً أن برامج الجمعية وأنشطتها لا تتوقف عند حد معيّن، بل هي في تجدد مستمر، وذلك مواكبة منها لما يستجد من وسائل الاتصال بالناس والتقنيات الحديثة في التعليم إلى غير ذلك.

واستعرض رئيس الجمعية بعضاً مما سوف يطرح قريباً ضمن برامج الجمعية المستقبلية، منها (حلقات براعم الإيمان): وهي حلقات تعني بطلاب مراحل التعليم الأولى بشكل خاص، وذلك للأهمية في هذا العمر، وسهولة الحفظ فيه، و(التوسع في حلقات التعليم عبر الشبكة العنكبوتية (الإنترنت)) وذلك للإقبال المتزايد عليها، وخصوصاً حلقات تصحيح التلاوة، و(إصدار نسخة منقحة ومزيدة من كتاب التجويد) الذي يدرس في الحلقات التابعة للجمعية، وهو من إنشاء معهد تدريب للطلاب والمعلمين بالجمعية، وإنشاء معهد تدريب للطلاب والمعلمين بالجمعية، وفتح مجموعة من الدورات لعامة الناس في حفظ المتون الخاصة بالتجويد، والقرآن الكريم. الجدير بالذكر أنّ مجموع عدد الحلقات القرآنية للبنين (414) حلقة، وعدد الدارسين فيها (16352) دارساً، وعدد حلقات البنات (520) فصلاً، وعدد الدارسات فيها (20135) دارسة، وعدد حلقات التعليم الإلكتروني عبر الإنترنت (5) حلقات، وعدد الدارسين فيها (250) دارس يومياً، وعدد المستفيدين من الدورات العامة (رجال) (850) دارساً في السنة، وعدد المستفيدين من الدورات العامة (نساء) (3000) دارسة في السنة وعدد الحفاظ بلغ (5000) حافظ وحافظة، أما عدد المستفيدين من الدورات القرآنية (رجال) أكثر من (30.000) دارس، وإجمالي عدد المستفيدات من الدورات القرآنية (نساء) أكثر من (30.000) دارسة، وعدد المستفيدين الإجمالي سنوياً أكثر من (60.000) دارس ودارسة.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد