يلاحظ على بعض الخطباء إذا تكلم عن المرأة في خطبة الجمعة كأنها أمامه يخاطبها زجراً وترغيباً وترهيباً.. يا أمة الله.. يا أختاه... وحتماً لا تكون النتيجة كما لو كان الأسلوب نهج منهج الحكمة وإدراك واقع الأمر والحال. نعم لو كانت الخطبة منقولة عبر وسائل الإعلام أو في مسجد تحضر فيه النساء كالحرمين مثلاً.. فلم يكن النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا أمة الهدى من بعده يخاطبون المرأة من على منبر الجمعة إلا في الأعياد.
يبقى السؤال هنا: كيف يسعى الخطيب لإصلاح المرأة من على منبر الجمعة؟ الجواب في نظري حسب الخطوات الآتية:
أولاً: لا بدَّ أن ينصب الخطاب على المستمع ويعنيه بالدرجة الأولى، ولا يخاطب من ليس حاضراً ولا يعنيه الخطاب، فإن ذلك لا يجدي.
ثانياً: مراعاة مناسبة الخطاب لواقع الناس مما يحقق الهدف ويوصل إلى المقصود بأقصر الطرق فما يناسب الناس في المدن قد لا يناسب الناس في القرى والهجر وهكذا.
ثالثاً: كل امرأة هي تحت ولاية: زوج أم أب أو أخ أو قريب قائماً على شؤونها.. والجوامع، ومن يحضر الجمعة هم هؤلاء؛ فتوجيه الخطاب بالدور المنوط في أعناقهم تجاه مولياتهم هو الذي يحقق الهدف ويسعى في الإصلاح، وذلك بتذكيرهم بما أوجب الله عليهم من حقوق والولاية وتذكيرهم بالقوامة التي جعل الله لهم على النساء، وتحذيرهم من الانسياق وراء مشتهيات النساء وميولهن في كل شيء.
رابعاً: متى صلح الرجال فإن لازم ذلك صلاح النساء؛ فالبدء بإصلاح الرجال أهم وأولى.
خامساً: ما يريد الخطيب إيصاله للمرأة يتم عن طريق أولياء النساء؛ فمما لا يصلح: إثارة عواطف الرجال وتحميسهم ليصل الواحد منهم إلى درجة أن لا يعرف من وسائل الإصلاح إلا لغة الأوامر والنواهي المصحوبة بالتهديد إذا لم تمتثل النساء ما يريدون.
سادساً: اهتمام الخطيب الدائم بعرض سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - في بيته مع نسائه ومع بناته ومع نساء المسلمين، ومواقفه التربوية والإصلاحية حتماً ستكون من أقوى وسائل الإصلاح.
سابعاً: يوجه الخطيب الأولياء ويحثهم على إلحاق نسائهم بالدور النسائية وحلقات التحفيظ وحضور الدروس والمحاضرات، وجلب وسائل الإعلام النافعة إلى البيوت.
*حائل