Al Jazirah NewsPaper Friday  08/08/2008 G Issue 13098
الجمعة 07 شعبان 1429   العدد  13098
الرؤى والمنامات
الفوائد المستنبطة من حديث السمن والعسل
عايض بن محمد العصيمي

لم نطل التفصيل في هذا الحديث الشريف (أصبت بعضاً وأخطأت بعضاً) إلا لما فيه من الفوائد الكبرى في علم التعبير والتفسير للرؤى والمنامات ومنها على سبل المثال:

أولاً: قوله عليه الصلاة والسلام لأبي بكر (لا تقسم): أي لا تكرر يمينك. فيه دليل لما قاله العلماء: لا يستحب إبرار القسم إذا كان فيه مفسدة. قال النووي: (وأما إبرار القسم فهو سنة أيضاً مستحبة متأكدة وإنما يندب إليه إذا لم يكن فيه مفسدة أو خوف ضرر أو نحو ذلك فإن كان شيء من هذا لم يبر قسمه كما ثبت أن أبا بكر رضي الله عنه لما عبر الرؤيا بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أصبت بعضاً وأخطأت بعضاً فقال أقسمت عليك يا رسول الله لتخبرني فقال لا تقسم ولم يخبره). (شرح النووي على مسلم 14-32). وقال ابن حجر: (ويحتمل أن يكون منعه ذلك لما سأله جهاراً أن يكون أعلمه بذلك سراً). (فتح الباري: 12-457).

ثانياً: من الفوائد من هذا الحديث أن الرؤيا ليست لأول عابر على الإطلاق وإنما ذلك إذا أصاب وجهها وقد مر معنا هذا في مقال سابق مستقل وقد بوب البخاري باباً في صحيحه بقوله على هذا الحديث: (باب من لم ير الرؤيا لأول عابر إذا لم يصب).

ثالثاً: وفي الحديث الحث على تعليم وتعلم علم الرؤيا وتعبيرها والسؤال عنها وجواز ذلك كله.

رابعاً: وفيه أن المعبر للرؤيا قد يصيب وقد يخطئ كما حصل لأبي بكر الصديق رضي الله عنه.

خامساً: وفيه جواز كلام العالم بالعلم بحضرة من هو أعلم منه.

سادساً: وفيه جواز للتلميذ أن يقسم على معلمه أن يفيده بالحكم.

سابعاً: وفيه سعة صدر رسول الله صلى الله عليه وسلم لتعليم أصحابه وقبول خلافه بينهم وتعليمه إياهم.

ثامناً: ويستفاد من الحديث أيضاً أن لا يعبر الرؤيا إلا من يحسنها عالم أو ناصح أو عارف بها كما كان أبي بكر الصديق رضي الله عنه إلى غير ذلك من الفوائد المستفيضة في هذا الحديث العظيم.

وسنأتي في مقالاتنا القادمة ترجمة عن أبي بكر الصديق في ذكر شيء من نماذج تعبيره العجيب للرؤى في حضرته عليه الصلاة والسلام وفي غير حضرته فهو إمام في هذا الباب رضي الله عنه وأرضاه.

أنار الله لنا القلوب وشرح لنا الصدور.

****

يلبس حذاء امرأة

رأى شخص في منامه أنه: يسير وقد لبس حذاء امرأة ويبدو له أنه جميل والناس مستغربين من لبسه الحذاء. فسأل من فسرها له فقال: أنت رجل تهتم كثيراً بمظهرك ولبسك وتتشبه بالنساء في التجمل ولبس ما لا يليق بالرجال.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب 9702 ثم أرسلها إلى الكود 82244




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد