قدَّم صاحب السمو الملكي الأمير عبد الرحمن بن مساعد مساء أمس الأول واحدة من المفاجآت ذات العيار الثقيل وقنبلة مدوية بالإعلان عن التعاقد مع اللاعب العالمي الدولي السويدي الشهير كريستيان ويلمسون في صفقة تُعد هي الأقوى والأبرز هذا الموسم.. ولن أكون مبالغاً إن صنَّفتها من أبرز الصفقات في الملاعب السعودية منذ إقرار نظام الاحتراف الحالي في ملاعبنا.. هذه الصفقة ستكون نقطة تحول حقيقي في تاريخ الاحتراف، فاللاعب الأبرز في المنتخب السويدي في يورو 2008 الماضي يُعد مكسباً كبيراً للفريق الأزرق.
عند الإعلان عن التعاقد رسمياً مع اللاعب عُدت بالذاكرة قليلاً وتحديداً قبل فترة وجيزة جداً وتحديداً يوم انعقاد الجمعية العمومية بالنادي وكلمته الشهيرة عند إعلانه رسمياً ترؤسه لنادي الهلال عندما قال سموه وفي كلمته لوسائل الإعلام في إجابته عن أحد الأسئلة التي وجهت له من قِبل أحد الإعلاميين عن التعاقد مع اللاعبين المحترفين غير السعوديين فقال حينها: (عندما نتعاقد مع لاعب محترف يجب أن نضع الأموال التي تُدفع له في محلها لأننا لا نريد في الفريق الهلالي التعاقد مع لاعب لمجرد أنه محترف فقط.. نحن نريد لاعباً يستحق أن يمثل الفريق ويقدم معه المستوى والطموح الذي ننشده وأن يكون جديراً بتمثيل الفريق وأن يكون علامة فارقة تُساهم في دعم الفريق الأزرق، والتوقيع مع كريستيان ويلمسون بالفعل سيكون العلامة البارزة والفارقة في الملاعب السعودية إذا ما استمر اللاعب على تقديم نفس المستويات التي كان يقدمها مع الأندية العالمية التي سبق أن لعب لها في إيطاليا وبلجيكا وفرنسا وأخيراً إسبانيا..شريطة أن تكون الظروف سانحة له في مواصلة نثر إبداعاته ومهاراته التي يتمتع بها على أرض المستطيل الأخضر.
إن الأمير عبد الرحمن بن مساعد وخلال الفترة الماضية التي أعلن فيها رسمياً قبوله للرئاسة كان يقع تحت ضغوط كبيرة ووسائل الإعلام باختلافها وبخاصة الصحف المحلية كانت تتداول العديد من الأسماء المرشحة لتمثيل الفريق الهلالي حتى إن الغالبية العظمى منها إن لم تكن جميعها ذكرت أسماء بعينها مرشحة وبقوة لتمثيل الفريق وأنها اقتربت كثيراً من ذلك.. وبرغم تلك الضغوط والاختبارات الصعبة التي كان سموه يتابعها عن قرب التزم سموه الصمت ومضى في بحثه ومعه الجهاز الإداري بالفريق دون أن يرد على أي منها أو ينفي تلك الأخبار المتواردة هنا وهناك، لأنه كان يؤمن وبرغم حداثة التجربة والخبرة كرئيس لنادٍ مثل الهلال مختلف في كل شيء.. في جماهيريته وشعبيته.. وإنجازاته وبطولاته.. كان يؤمن إيماناً قاطعاً بأن الفعل والفعل وحده هو خير رد على تلك الأقوال والأخبار الاجتهادية إلى أن فاجأ الوسط الرياضي بتلك الصفقة الكبيرة العالمية، وهو يعلن عن التعاقد مع أفضل لاعب سويدي في يورو 2008 في صفقة أصبحت حديث الساحة الرياضية ليس في المملكة فحسب.. لكنها الآن أصبحت حديث الساحة في الوسط الرياضي عربياً وأوروبياً.
لقد كان الأمير عبد الرحمن بن مساعد يعلم جيداً بأن الهلال متميز في كل شيء.. كانت بدايته مع الهلال هي الأخرى بطعم مختلف وبنكهة مختلفة عندما بدأها بتبرعه الشخصي بربع دخل النادي للجمعيات الخيرية ومن ثم التعاقد مع قائد بوليفيا (رونالد رالديس) بديلاً للبرازيلي تفاريس.. أعقبها بالإعلان عن إقامة معسكر في إيطاليا كانت ردود الفعل حوله متباينة خصوصاً أن الفريق يفتقد لعدد كبير من لاعبيه الدوليين إلا أن النتائج كانت إيجابية ومقنعة وتبعث التفاؤل لدى الهلاليين ليكون التعاقد مع اللاعب ويلمسون هو ضربة المعلم، وأكّد ما يتمتع به من فن إداري ونظرة ثاقبة، إن مبلغ الـ 8.7 ملايين يورو إن كان مبلغاً كبيراً إلا أنه يُوازي لاعباً كبيراً بحجم كريستيان ويلمسون الذي بالفعل يستحق ذلك.
هنيئاً للهلاليين عبد الرحمن بن مساعد.. شاعر الحب والإنسانية.. وقصيدة الهلال..!!