شيكاجو - (رويترز)
أظهرت دراسات أن الأطفال والمراهقين الذين لا ينالون القدر الكافي من النوم كل ليلة أكثر عرضة للبدانة، ويعتقد الباحثون الآن أن الأمر مرتبط بمرحلة معينة من النوم. ويقول الباحثون إن عدم قضاء فترة كافية في نوم حركة العين السريعة وهو النوع الذي يرتبط عادة برؤية الأحلام يزيد احتمالات البدانة لدى الأطفال والمراهقين.
وقال الدكتور شيانتشن ليو من المعهد والمصحة الغربيين للطب النفسي في بيتسبرج يوم الاثنين في دورية أرشيف الطب النفسي العام (نتائجنا أوضحت أن الارتباط بين النوم القصير والبدانة قد يرجع إلى قلة نوم حركة العين السريعة). والبدانة بالأساس ناتجة عن تناول سعرات حرارية أكثر مما يحتاجه الجسم. لكن ليو وزملاءه أرادوا أن يروا إن كان بوسعهم تحديد أي مرحلة من النوم يبدو أن لها أهمية خاصة. ودرس الباحثون 335 طفلاً ومراهقاً تراوحت أعمارهم بين سبعة أعوام و17 عاماً لثلاث ليال متعاقبة. وجرت مراقبة نومهم من خلال جهاز اختبارات النوم المتعددة الذي يقيس دورات ومراحل النوم بتسجيل موجات المخ والنشاط الكهربي للعضلات وحركة العين ومعدل التنفس وضغط الدم ومتغيرات أخرى. وقاموا بقياس الوزن والطول لحساب مؤشر كتلة الجسم وهو مقياس للبدانة. ووجدوا أن 15 بالمئة ممن شملتهم الدراسة كانوا معرضين لاحتمالات زيادة في الوزن وأن 13 بالمئة كانت لديهم زيادة في الوزن. وعندما قام الباحثون بمقارنة أنماط النوم بين هذه المجموعات وجدوا أن الأطفال أصحاب الوزن الزائد ينامون 22 دقيقة أقل في الليلة مقارنة بالأطفال أصحاب الوزن العادي. كما أنهم ينامون وقتاً أقصر في مرحلة العين السريعة الحركة ونشاط أعينهم أقل خلال هذه المرحلة ويستغرقون وقتاً أطول قبل أول فترة من هذه المرحلة. وبعد تعديل عوامل أخرى وجد الباحثون أن نقص ساعة واحدة من إجمالي وقت النوم يضاعف احتمالات البدانة وأن نقص ساعة واحد من مرحلة حركة العين السريعة يرفع هذه الاحتمالات إلى ثلاثة أمثالها.
وقال ليو وزملاؤه إنه (رغم أن الآليات الدقيقة تجري دراستها حالياً إلا أن الارتباط بين قصر فترة النوم وزيادة الوزن قد يرجع إلى تفاعل التغيرات السلوكية والبيولوجية كنتيجة للحرمان من النوم). وأضافوا أن قلة النوم تسبب تغيرات في مستويات الهرمونات التي قد تؤثّر على الشعور بالجوع. كما أنها تتيح للفرد مزيداً من الوقت لكي يأكل وتجعله يشعر بالنعاس خلال اليوم وهو ما قد يجعله أقل ميلاً لممارسة التمارين الرياضية.
وقال ليو إن هناك حاجة لمزيد من البحث لفهم التغيرات في التمثيل الغذائي الذي يحدث عندما ينام الأطفال والمراهقون وقتاً قصيراً جداً. وأشار الفريق إلى أن معدل البدانة تضاعف أكثر من ثلاث مرات بين الأطفال الذين تراوحت أعمارهم من ستة أعوام إلى 11 عاماً على مدى السنوات الثلاثين الماضية وأن نحو 17 بالمئة من المراهقين الأمريكيين لديهم الآن زيادة في الوزن أو بدناء.
وبالنظر إلى ذلك يرى الباحثون أن الأطباء والمدارس والعائلات عليهم أن يتدخلوا للتأكد من أن الأطفال ينالون كفايتهم من النوم. ويقترح ليو أن يحدد الآباء مواعيد ثابتة للخلود إلى الفراش والاستيقاظ في أيام الأسبوع والعطلات الأسبوعية وتحسين بيئة النوم ومعالجة أي اضطرابات للنوم مثل انقطاع النفس عند النوم الذي قد يحول دون حصول الأطفال على القدر الذي يحتاجونه من النوم.