تتميز جماعة فناني المدينة المنورة وهي بالمناسبة واحدة من أقدم الجماعات التشكيلية في المملكة، أقول تتميز هذه الجماعة بمجموعة من الخصائص والعوامل التي تساعد على النجاح في مثل هذه الجماعات، ويأتي على رأس هذه الخصائص التجانس بين أفراد هذه المجموعة المتمثل في هذه التوليفة المكونة من عناصر الخبرة وجيل الشباب الذي يتميز بالحماس.
يتمثل عنصر الخبرة في د. فؤاد مغربل ود. صالح خطاب ونبيل نجدي ومنصور كردي ومريم مشيخ ومنصور الشريف وعواطف المالكي، وهذه الأسماء بما تملكه من خبرة طويلة وتجارب جمالية موغلة في جسد التشكيلي تميزت بحضورها الجذاب عبر كل المشاركات سواء على المستوى الرسمي أو من خلال المعارض الشخصية والجماعية وبعض الفعاليات التشكيلية التي من خلالها كان لهم حضور يفرض الاحترام، وبالتالي كان لهم القدرة وبما يملكون من معطيات من تثبيت أقدام هذه الجماعة والقدرة أيضاً على مواجهة كل الصعوبات والمثبطات التي تعوق تقدم وتألق مثل هذه الجماعات. هذه الخاصية التي يتحلى بها جيل الكبار في الجماعة أوصل بفضل الله ثم بفضل جهودهم إلى ما وصلت إليه من حضور مميز يفرض الاحترام من قبل الجميع.
ثم إن جيل الشباب المسكون بالحماس وحب الجماعة الذي يمثله أبناء البار سامي وأحمد وعمار سعيد ومحمد مظهر وإحسان برهان وأحمد الأحمدي وفاطمة رجب وديان مفتاح، فهذه الأسماء أيضاً وإن كانت أسماء شابة نوعاً ما إلا أن خبرة سامي البار وإحسان برهان هي الأخرى جيدة وما من شك فإن جماعة يتكون أعضاؤها على شاكلة هذه التوليفة قادرة على أن تظل تتحف المتابع بحضور جديد وإطلالة جمالية مميزة، ثم ان محاولة التجديد لدى البعض من أفرادها كما في محاولات د. مغربل وسيام ومنصور كردي والبار سامي هي بشكل عام جيدة على الرغم من أن بعض الطرح جاء عادياً لا جديد فيه كما في أعمال د. صالح خطاب ونبيل نجدي ومنصور الشريف ومريم مشيخ وعواطف المالكي وعمار وغيرهم.. ما يؤخذ على هذه الجماعة على الرغم من كل المعطيات الإيجابية التي تنفرد بها هو تسارع العرض أي أن الفترة ما بين معرض وآخر تكون قصيرة جداً بما لا يمكن المجموعة من تقديم جديد يلفت النظر، ومن هنا فإن ما طرح في العرض الأخير في قاعة مركز الأمير فيصل بن فهد للفنون التشكيلية بالرياض لا يتوازى مع طموحات المتابع عدا بعض المحاولات التي جاءت كما أسلفت على استحياء، وعلى الرغم من كل ذلك فإن هذه المجموعة ستظل من أكثر المجموعات حضوراً وحراكاً يفرض المتعة.
أتمنى لهذه الجماعة أن تدرك جيداً أن ما قدمته من ملاحظات وان كانت بسيطة إلا أنها تصب في صالح الحركة التشكيلية بشكل عام. مع تقديري لكل الجهود المخلصة.
