ينتابني شعور بالفرح الممزوج بشيء من الألم حينما أشاهد مجلة متخصصة في الفنون التشكيلية أو أخرى منحت هذا الفن شيئا من صفحاتها، الفرح يأتي لحاجتنا لمثل هذه المجلات أو أي وسيلة إعلامية في متناول اليد لإيصال هذا الفن للقراء والمثقفين، أما الألم فينقسم إلى قسمين الأول: أن مثل هذه المجلات التي تتكدس ووتراكم على أرفف المكتبات أو البقالات الصغيرة أو في الأماكن المخصصة لها في الأسواق التجارية الكبيرة لا تجد من يعيرها أي انتباه إلا من القلة المتصفحين لها بشكل سريع بحثا عن موضوع أو قضية تهمهم، علما أن الأكثرية هم من السيدات اللاتي يبحثن عن صفحات الدعاية لتصميم فستان أو جديد شركات إنتاج المكياج ولوازمه أو محلات الستائر والإكسسوارات، والقلة القليلة تقف فقط تقتني العدد المتميز في حال وجود مواضيع لم يسبق نشرها في صحف أو مجلات أخرى وهذا أيضا نادر الحدوث لمثل هذه المجلات التي يعتبر ما فيها غذاء انتهت مدة صلاحيته، نتيجة وقت صدورها فمنها الشهرية والآخر فصلية ما بين ثلاثة أشهر أو ستة أما البقية فلا نعلم متى تكون في الأسواق، أما الجزء الآخر من الألم فهو في الجهد المبذول من قبل المعنيين بهذه المجلات ممن وضعوا أموالهم في مثل هذه المطبوعات التي لا تظهر على سطح بحر اهتمامات القارئ.. وإنما تتنفس تحت الماء.
لهذا أجزم أن رجيع هذه المجلات أصبح عبئا على كل مساهم فيها وفي مقدمتهم من يتحملون دفع تكلفة المكافآت وتغطية المواد التحريرية أو الصور إلا إذا اعتمدت المجلة على ما يقتنص من الإنترنت، وهذا له حديث طويل يلامس الضمير ويكشف مصداقية مهنية العمل الصحفي.
لقد برزت العديد من هذه المجلات المتعلقة بالفنون التشكيلية أو التي تشتمل على صفحات لهذا الفن استعرضناها في زوايا سابقة على المستوى العربي والخليجي والمحلي منها الرسمي ومنها ما ينتجه القطاع الخاص، مع أن المجلات المختصة بالفنون التشكيلية في دول مجلس التعاون التي تصدر من خلال الجمعيات التشكيلية تتعثر وتتوقف أحيانا فكيف للآخرين في القطاع الخاص أن يضمنوا الربح من مجلة لا يقرؤها إلا الندرة ومع ذلك لا يزال أصحابها يجاهدون بكل السبل لاستمرارها.
ختاما نقول إن ما يقوم به المعنيون عن تلك المجلات يعتبر تضحية كبيرة ومغامرة إن صح التعبير يشكرون عليها، مؤملين أن تجد الاهتمام من التشكيليين خاصة ومن الجهات ذات العلاقة بأن تساهم في دعم الجيد منها وتقتني منها أعدادا تغطي تكلفتها وإلا فإن مآلها للتوقف كغيرها من المجلات التي تفوق الكثير منها طباعة ومادة تحريرية ونقاء صور وإخراجا متميزا، منها على سبيل المثال مجلة فنون شرقية التي كان يديرها الصديق الأستاذ فهد الصباغ ويرأس تحريرها الفنان الناقد عمران القيسي... الأجمل بلا منازع.
MONIF@HOT MAIL.COM