مبادرة الأمير حسام بن سعود بن عبد العزيز رئيس مجلس إدارة شركة زين السعودية باقتنائه لوحة تشكيلية في مزاد أقيم لثلاثة أعمال تشكيلية سعودية في حفل مسابقة البولو الثانية عشرة المقامة في لندن هذا العام بمبلغ يزيد على المائة وثمانية وثمانين ألف ريال تعني للساحة التشكيلية السعودية الشيء الكثير.
فإذا كانت اللوحة والفنان يمثلان الواقع المتميز الذي أصبح عليه هذا الفن بما تحقق له من دعم وما نتج عن هذا الدعم خلال سنوات طويلة أثمر الكثير من المبدعين الذين عطروا سماء الوطن بشذى إبداعاتهم لتصل إلى العالم تحمل القدرة على المنافسة بروح ورائحة الوطن، متكئة على قيم ومبادئ هذا الكيان العظيم الذي بناه الموحد على أساس متين قوامه الدين وخدمته فجعل منه دستورا يعتز به كل مواطن في هذه الأرض الطيبة ويستشرف به مستقبله.
فما حظي به هذا الفن من كرم الأمير حسام بن سعود باقتنائه اللوحة بهذا السعر الأعلى في مسيرة هذا الفن محليا يعنى الكثير في نفوس التشكيليين وتقييما لمستوى الفن التشكيلي ومبدعيه ودعما معنويا قل أن يتحقق في مناسبات أخرى سابقة باستثناء هذه المناسبة التي تعتبر الأولى من نوعها في تاريخ الفن السعودي أن يقام له مزاد عالمي وبهذا الحجم من التكريم.
لهذا وبما هو اقل مما منحه الأمير حسام للفن التشكيلي أقدم لسموه شكر وامتنان الساحة التشكيلية عامة فقد جمع في هذا التكريم بادرتين عظيمتين الأولى التفاعل من شركة (زين) ممثلة في سموه الكريم مع الهدف الخيري الذي تقوم عليه مشكورة مؤسسة (بي أم جي) التي نظمت المسابقة، أما البادرة الثانية فهي في دفع الفنانين التشكيليين لإعادة حساباتهم اعتزازا بإبداعهم وما منح من قيمة مادية ومعنوية والبحث عن ما يكمل هذه الخطوة العالمية نتيجة ثقتهم بأنهم قادرون على المنافسة في حال وجود مثل هذه الفرص من أفراد يمتلكون الثقافة العالية والذائقة الجمالية ويقدرون فنون الوطن وفنانيه، مبينا لسموه الكريم ان الفن التشكيلي يعيش الآن أزهى سنوات عمره بعد تأسيس جمعية باسمه (الجمعية السعودية للفنون التشكيلية) بمباركة ودعم من وزارة الثقافة والإعلام توج بها جهود منسوبي هذا الفن الذي يزيد عمره على الأربعين عاما تنوعت فيه الأجيال وتسابق فيه التشكيليون من الجنسين.
هذه الجمعية يا سمو الأمير لا تستغني عن مثل هذا الموقف الرائد بل تنتظر مساهمات (زين) صاحبة السبق في هذه المناسبة، ولكل مبادرة من القطاع الخاص لخلق تعاون متبادل تحظى به الجمعية لتنفيذ برامجها الكبيرة من معارض ومسابقات ودورات تشمل مختلف الفنانين روادا وشبابا وموهوبين للأخذ بإبداعهم إلى محافل عالمية مشابهة فالفن التشكيلي يعد رافدا مهم في ثقافة الوطن.
اكرر الشكر والتقدير لسموكم ولشركة زين التي زينت الساحة التشكيلية بتسجيلها أعلى سعر للوحة محلية، والشكر موصول لمؤسسة (بي أم جي) ممثلة في السيد باسل الغلاييني ولكل مبدع حقق تميزا في ساحتنا التشكيلية السعودية.
محمد المنيف
محرر الفنون التشكيلية بجريدة الجزيرة
نائب رئيس جمعية التشكيليين