Al Jazirah NewsPaper Wednesday  06/08/2008 G Issue 13096
الاربعاء 05 شعبان 1429   العدد  13096
وتاليتها
د. هند بنت ماجد الخثيلة

حين يكون الحديث عن الخصخصة، فإنه يقفز إلى الذهن مباشرة التطور في الأداء، والتحديث في الأدوات، والمنافسة من أوسع الأبواب، لأن الخصخصة من الخصوصية وكل شيء خاص يفترض أن يكون متميزاً.

أعجبني حديث بعض الأساتذة وهو يتحدث عن الخاصة، حيث قال في مجمل ما قال: إن المدرسة الخاصة تعني مبنى خاصاً، ومنهجاً خاصاً، ومعلماً خاصاً لينتج في النهاية طالب خاص، ومن أجل ذلك تكون الرسوم في المدارس الخاصة خاصة..!!

وهذه النظرية يجب أن تنطبق على كل ما هو خاص كي يكون المنتج خاصاً وإلا فإن استمرار العام أولى وأكثر هيبة.

ربما نكون نحن من الدول المتأخرة في الخصخصة، وهذا يفرض علينا أن نكون قد استفدنا من تجارب الآخرين، لنوظفها في تجربتنا في أي مجال خاص. ولأن الخدمات السعودية، والمنتجات السعودية الصادرة في أغلبها عن القطاع العام تتميز بمصداقية وجودة عاليتين، فإنه من المفروض أن يأتي القطاع الخاص منافساً قوياً ليتميز بأدائه أو يضاعف الجودة، ويستقطب الأذواق.

الذي يبدو على شركات الطيران الخاصة الجديدة أنها جاءت لتسد حاجة ماسة في عصر السرعة، وتقلل التكاليف، وتقدم الخدمة الفورية بمصداقية فائقة وخدمة مثالية بلا زيادة في التكاليف.. لكن الواقع يقول غير ذلك للأسف الشديد، فالاتصال بالهاتف المجاني للشركات المعنية يولد الاضطراب النفسي، فإذا ما تكرم موظف أو موظفة بالرد فإنه يعاملك وكأنما هو الذي سيدفع ثمن تذكرتك، علماً بأنك تسمع تسجيلاً قبل أن يجيبك يقول: (لضمان جودة الخدمة، سوف يتم تسجيل المكالمة فإذا ما أردت تحويل وجهة سفرك أو تعديل رحلتك أو تأجيلها، فإن أهم ما تسمعه من ذلك الموظف ما ستدفعه من فروق مالية في المقام الأول والأخير، ناهيك عن أن حجزك الإلكتروني يتوافق في اللحظة ذاتها مع تسديدك للتكلفة إلكترونياً، أما في حال إلغاء أية رحلة أو تأخيرها من قبل الشركة فإن عملية إعادة دراهمك إليك تحتاج إلى شهور طويلة.. لماذا لا أحد يجيب، ولا أحد يكترث.!

أما حين تذهب إلى المطار وتقف في (السرا) فإنك ترى عجباً، أحياناً تمر ساعة وأكثر وأنت تقف في مكانك ماذا يفعل هؤلاء الموظفون؟! الله أعلم! بل إن البعض منهم بأعلى الصوت يخاطب خلق لله (تراكم بتوقفون إلى أن تنتظمون جيداً في الطابور)!! وهو يرى أن في الطابور نساء وأطفالا وكبار سن ولكن بساطة ثقافته المهنية تصور له في لحظة سذاجة أن من حقه أن يقف مدرساً أمام الطوابير التي لا يرى فيها إلا تلاميذ في فصله الخاص.. وتاليتها؟!!



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5940 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد