يتحفنا الأديب الأستاذ عبد المقصود خوجة بين الحين والآخر بمجلدات الإثنينية التي تمثّل في مجموعها استعراضاً موثقاً لسير أعلام وأدباء وشعراء ومثقفين من المملكة وخارجها.. فلم تقتصر جهوده على تكريم الأدباء بل تعدتها إلى نشر المجموعات الكاملة لمجموعة من الأدباء والشعراء وإخراج ذلك في ثوب ثقافي حضاري جميل.

لقد أسهمت هذه الإثنينية في خدمة الثقافة وتكريم الأعلام في حياتهم على مدى ربع قرن منذ عام 1403هـ حتى الآن.. وتتوالى تلك الندوات الأسبوعية في أيام الاثنين من كل أسبوع.. وصارت تُعرف بالإثنينية، وتمَّ تكريم ما لا يقل عن 300 أديب ومثقف وشاعر.. كما أصدرت تسجيلاً لتلك الندوات تمثَّل في 22 مجلداً لوقائع هذه الندوات الأسبوعية.. واستعراضاً موثقاً لسير شخصيات سعودية وغيرها ممن لهم مكانة علمية وأدبية وأمضوا سنين طويلة في خدمة العلم والفكر والتربية والثقافة وسائر مناحي المعرفة وضروب الآداب ولفناني الأدب ومجالات الشعر.. ولا شك أن تسجيل وقائع تلك الندوات وإصدارها في مجلدات مطبوعة عمل يستحق الشكر والتقدير وخدمة الباحثين والرجوع إليها لعمق مادتها حيث إنها منقولة من أفواه أصحابها وسيرهم الذاتية.

وفي بلادنا أعلام أغفلتهم كتب المصادر واحتفت بهم كتب الإثنينية.. فتحية تقدير وإكبار لهذا الرجل الذي وظَّف جزءاً من ثروته في خدمة الأدب والفكر والثقافة والإبداع، وذلك بمناسبة مرور 25 عاماً على إنشاء الإثنينية وكرّمت تلك الكوكبة من الأدباء والشعراء والمفكرين والمثقفين داخلياً وخارجياً.. وأخرج لنا سيرهم في هذه المجلدات وفي هذا الثوب الثقافي الحضاري الجميل، وفتحت بابها على مصراعيه للأدباء والشعراء والعلماء والمفكرين والبارزين في أي حقل من حقول الحياة وتكريم رجال لهم مكانة في المجتمع في مختلف حقوله، فلصاحبها التحية.. والله نسأل أن تستمر في عطائها ورسالتها.. وأن يمد الله صاحبها بالعون والتوفيق لاستكمال هذا المهمة الثقافية السامية حيث إنها في طليعة المنتديات.