(1)
في كل مرة يعلن فيها الدكتورعبد الله الربيعة عن نجاح عملية جديدة لفصل التوائم في مستشفى الملك فهد بالحرس الوطني، تعتريني مشاعر الفخر لهذه الإنجازات الطبية التي تتوالى وتعلن للعالم مدى التقدم الطبي الذي وصلت إليه المملكة.. ولكني أتساءل ربما مثل كثيرين غيري والتساؤل حق مشروع للجميع، إذا كان هناك في المستشفى أطباء آخرون يمكن لهم إجراء مثل هذه العمليات فلماذا لا تتاح لهم الفرصة لإجرائها؟! وإذا كان الدكتور الربيعة هو الوحيد القادر على ذلك فلماذا بقي هو الوحيد القادر على ذلك؟!! بمعنى أين دور المستشفى في أن يدرب أطباء آخرين بمساعدة وإشراف الدكتور عبد الله يمكن لهم إجراء مثل هذه العمليات في حال انشغاله في مهام أخرى؟!!
(2)
تصلني الكثير من الرسائل عبر بريدي الإلكتروني تتحدث عن مضار الفلاتر على الصحة خصوصاً تلك التي تعتمد على طريقة التناضح العكسي ويقول فيها (المعذربون) والتقارير الآتية من خارج الحدود أكثر مما قاله الحطيئة في هجاء نفسه ومن حوله! الكثيرون لجؤوا للفلاتر خوفاً من مضار ماء الشبكة التي لم تسلم هي الأخرى من الشائعات التي تهدر ما يُقارب من ربع الماء في تجاويف الأرض قبل أن يصل إلى البيوت ولها عذرها فالسن لها أحكام!! وزارة الصحة هي خير من يفتينا في سلامة الماء الذي نشربه وبالتأكيد أن لديها الإجابة الشافية!!
(3)
أسرَّة مستشفيات الصحة النفسية (فل) وكذلك أقسام الأمراض النفسية بالمستشفيات الحكومية.. والمريض النفسي ليس أمامه سوى أن يهيم على وجهه في الطرقات، أو تضطر أسرته لتبقيه معها بالرغم من كل الأخطار المحتملة والمشاكل التي يسببها! لا يُوجد سرير.. هذا هو الرد الجاهز حتى الواسطة وهي التي كانت ملاذ الناس وشفرتهم السحرية التي يستخدمونها للدخول إلى كثير من مؤسساتنا الحكومية لم تعد تنفع مع المستشفى!! وزارة الصحة يبدو أنها لا تكترث بمعاناة الناس ولا بخطورة المرضى النفسيين على أنفسهم وعلى من حولهم .. وإذا كانت إمكانيات الوزارة (محدودة) ولا تستطيع أن تزيد في عدد المستشفيات مهدرة بذلك حقاً من حقوق المرضى في أن يحصلوا على سرير وعلاج مجاني! فإني أتساءل لماذا لا تقف - وذلك أضعف الإيمان - في طريق (كثير) من لابسي المعاطف البيضاء الجشعين الذين حتى الاستشارة الهاتفية يقبضون ثمنها وبأسعار مبالغ فيها؟!!، فا(لكشفية) تصل إلى ثلاثمائة ريال وفتح الملف بخمسمائة ريال والليلة في غرفة المستشفيات الخاصة تصل إلى خمسمائة ريال وبالحجز المسبق! كان الله في عون المرضى وأسرهم.. وما أطول بالهم تجاه وزارة الصحة التي تركتهم بين سنديان معاناتهم ومطرقة فواتير أطباء لو قلت إنهم فقط جشعون ويستغلون معاناة الأسر ومرضاهم فأخشى ألا أكون قد أوفيتهم حقهم!!
alhoshanei@hotmail.com