من الطرائف التي توقع الكاتب في الحرج ما يرد في موضوعاته من الأخطاء الطباعية.. وهي حين ترد فلأن زلة وقع بها إصبع الطابع أو سبقه بها للخطأ قلم الكاتب...
وهو في الغالب يتركها لفطنة القارئ من جهة، ولأنه بالتأكيد يثق في هذه الفطنة؛ لذا لا يحرص على تقديم ثبت للأخطاء التي ترد في مقال سابق فيما يليه كما يفعل الباحثون بعد أن يكتشفوا الأخطاء في وقت يكون الأمر قد خرج من بين أيديهم حين تصبح أوراقهم بين أيدي المحكمين... ولأن المقالات مع المطبوعة السيارة لا تحتمل مثل هذا التدقيق زمناً وليس أهمية...
وكثيراً ما أحرجتنا هذه الأخطاء حداً كان يصل إلى الحزن وربما البكاء... حين يتبدل المقصد وتنأى الكلمة عن معناها...
لذلك فإن عناية الكاتب بلغته من الضرورات التي تستوجب الحرص والنباهة وتتطلب المراجعة والتدقيق...
لكن هناك ما يتضافر ضد الكاتب أحيانا مثل الوسيلة التي قد تتعثر تقنياً أو الوقت الذي قد ينشب في حلق مواعيد النشر أو مواقف الكاتب...
غير أن هناك البتة من لا تعنيهم لغتهم فيكتبون كيفما تأتيهم العبارات ويلقونها على السطور في طلاقة وحرية وكأنها جزء ممن ينشدون لها عدم الضوابط أو القيود...
ترى أيقنع أحدهما الكاتب والقارئ بمنظور حرية اللغة عن قيود الصواب في شكلها ورسمها ونحوها وصرفها؟..
وماذا عن دلالاتها... ومقاصد نوايا أصحابها...؟ ممن يكتبها وممن يقرأها...؟!
سجال جميل بجمال علاقة الكاتب ولغته......