Al Jazirah NewsPaper Sunday  03/08/2008 G Issue 13093
الأحد 02 شعبان 1429   العدد  13093
هذرلوجيا
تسكعات في عمان 4 - 4
سليمان الفليح

في أواخر العشرينيات الميلادية وأوائل الثلاثينيات من القرن المنصرم الـ(20) وبعد أن سيطر المؤسس الراحل الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل طيب الله ثراه، على جميع مقاليد الأمور و(كوّن) مملكتنا الغالية هذه والتي أسماها بعد التوحيد الشامل الكامل (المملكة العربية السعودية) بعد أن كان يُطلق عليها قبلاً ملك نجد وتوابعها، ثم ملك نجد والحجاز ثم أخيراً اتخذ قراره التاريخي العظيم الذي جسد آمال شعبه العظيم بإطلاق هذا الاسم الغالي على بلادنا الغالية، أقول حينما أحرز عبدالعزيز وحده هذا الوطن التفت إلى جيرانه الذين كانوا تحت سيطرة بريطانيا العظمى وبعد أن اعترفت هذه العظمى بعبدالعزيز ملكاً أقول التفت إلى أولئك الجيران من الدول العربية (كالأردن والكويت والعراق) ولكي ينهي نهائياً ظاهرة الغزو بين القبائل التي كانت ترتحل بين هذه البلدان، وهذا من أروع وأهم قرارات المؤسس العظيم، لذلك وقع أولاً اتفاق المحمره والذي لم ينفذ كاملاً حتى حسم هذا الأمر باتفاق العقير الذي ضم مندوباً عن المعتمد السامي في العراق، ونائباً بريطانياً عن الكويت وبحضور المؤسس شخصياً وتوصلوا إلى اتفاق لكبح جماح القبائل التي كانت تعتمد على السلب والنهب في حياتها كسبيل للعيش، ثم ألحق ذلك الاتفاق باتفاق آخر مع إمارة شرق الأردن ليقتلع الغزو من جذوره نهائياً ولكي (يقبره) والحمد لله إلى الأبد.

وقد تناول هذه الاتفاقيات بالتوثيق والتسجيل كل من أمين الريحاني الذي كان مصاحباً للملك عبدالعزيز وكذلك فعل ديكسون نائب المندوب السامي في الكويت، وكذلك تبعهم في التوثيق والتسجيل (كلوب باشا) أو (أبو حنيك) كما كان يسُميه البدو في تلك الأيام والذي أصبح فيما بعد قائداً للجيش الأردني وممثلاً غير معلن عن بريطانيا في الأردن، ولأن (أبو حنيك) عسكري في الأساس فقد شكّل جيشاً حديثاً - آنذاك- أسماه أولاً حرس البادية أو الهجانة ثم أطلق عليه الجيش العربي الأردني وقد اعتمد كلوب في عمله هذا طريقه انتقائية بالتعويل على أبناء القبائل فقط في عملية بناء هذا الجيش فابتدع أولاً (زياً) جذاباً يشد انتباه شباب القبائل في ذلك العصر وهو ما عرف إلى يومنا هذا بلباس (البادية) والذي هو عبارة عن (زبون) خاكي مع أجندة للرصاص على الصدر والكتف ويتدلى من جانبه مسدساً ملفوفاً بمنديل أحمر جذاب بالإضافة إلى شماغ إنجليزي أحمر يزدهي بالهدب الأبيض وكان يمنح الملتحق بهذا الجيش راتباً جيداً في تلك الأيام كما أن له طريقة غريبة في اكتشاف البدوي الحقيقي عما سواه إذا كان يحمل (بصله) ويسأل الفرد المتقدم للتجنيد فيقول له ما هذه؟! فإذا قال (ابصله) فهو بدوي وإذا قال (بَصَله) فهو حضري (!!) ومصيره الرفض.



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 7555 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد