قدر ناديا الاتحاد والهلال أن جميع تحركاتهم سلبا أو إيجابا تحت المجهر لأن صوتهم الإعلامي يستحوذ على نصيب الأسد من المساحات في جميع وسائل الإعلام وتركوا للبقية فتات الموائد.

كل أوراق الاتحاد والهلال تحت المجهر مهما حاول الطرفان المداراة ولكن الفوارق في تعاطي قضايا ومشاكل صاحبي أكبر قاعدة جماهيرية على الساحة الرياضية تختلف باختلاف المنظور الثقافي والعقل والرزانة بين الطرفين ففي الاتحاد تتسع دائرة الضؤ على أي مشكلة ويساهم في ذلك الإعلام المفتوح على مصراعيه بينما الجانب الهلالي يتصف بسرعة الالتفاف ومعالجة أي خلل مهما كان بسبب توفر رجال ورموز يتدخلون بشكل قوي وقاطع مع توفر عقلية صحفية ناضجة تتحرك بمنطق وعقل ورزانة غير متوفرة في الاتحاد على الأقل في الوقت الراهن.

بجرد سريع ومختصر لمشاكل الاتحاد والهلال في الفترة الأخيرة نجد أن مشاكل الهلال أكبر وأضخم ولكن تم احتواؤها وإطفاؤها في مهدها بينما تشتعل المشكلة في الاتحاد وتبحث عن من يسكب الزيت على النار بأي شكل وبكل الطرق... في الهلال تبادل بيانات عن الديون بين الرئيس السابق والجديد وتم تطويق القضية في زمن قياسي وشكاوي ديون اللاعبين بما فيهم خالد عزيز ويوسف الثنيان وتم معالجة الموقف بدهاء هلالي ذكي ومشكلة المعسكر الخارج وتعطل الطائرة وإيجاد حلول بديلة عاجلة ثم مشكلة سامي والدعيع تم احتواؤها وانتهت في نفس الأسبوع بينما مشاكل الاتحاد ديون متراكمة دون حلول وإذا لم يتم بتر هذه الإشكالية فقد تحرم النادي من تعاقداته الجديدة ومشاكل بسيطة تطفو على السطح أكثر من مشاكل الهلال فناصر المحمادي مجرد إداري تم تغييره تحول الموضوع إلى قضية وكشف حساب رديء وشكاوى ومحامٍ ثم حوار صحفي موسع، ومشكلة السويد والدوخي أخذت أكثر من حجمها فلكل زمان دولة ورجال ومغادرة هذا الثنائي ليس الأول ولن يكون الأخير ولن يستفيد منهما الاتحاد في الموسم المقبل ويمكن تسوية أمورهما المالية بسرعة بدون ضجيج وبدون تصريح ملتهب كما فعل السويد الذي تم استغلال موقفه بشكل خبيث بينما غيره كثير من اللاعبين في كل الأندية ينتظرون مصيرهم.

المشاكل في الهلال أكبر من مشاكل الاتحاد لكن فوارق المعالجة في الجانبين تكشف فوارق القدرات الإدارية في الناديين أما الفوراق الإعلامية فهي لصالح الهلال بكل المقاييس.

اللجنة وديون الأندية

كيف قبلت لجنة الاحتراف مطالبة خالد سلطان وهي التي وجدت ضمانات تنظيمية من الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام بقراره الحاسم قبل بداية الموسم الماضي والذي ينص على عدم اعتماد أي تعاقدات جديدة لأي ناد إذا كان عليه أي التزامات مالية وبالتالي سارعت كل الأندية بحسم ديونها بما فيها نادي الاتحاد كما سارعت الأندية قبل بداية هذا الموسم بجرد جميع ديونها والتزاماتها المالية القديمة والجديدة لكي تضمن اعتماد تعاقداتها الجديدة دون عوائق ومع هذا قبلت لجنة الاحتراف أوراق مطالبات خالد سلطان وحسمت القرار بإلزام نادي الاتحاد بدفع المبلغ دون معرفة الحيثيات ودون تأطير القضية بالأسئلة الأساسية: هل خالد سلطان يملك الترخيص من الاتحاد الدولي لكرة القدم كما هو الحال لبقية وكلاء اللاعبين؟ وهل كان خالد سلطان معتمد من الفيفا قبل أو بعد تعاقد الاتحاد مع اللاعب المكسيكي بورجوتي؟ ولماذا سكت خالد سلطان طوال تواجد اللاعب في نادي الاتحاد؟ ولماذا لم يطالب بحقوقه إذا كان له حقوق في حينها أو بعد ظهور قرار الأمير سلطان بن فهد بتسوية أمور جميع الأندية المالية قبل بداية كل موسم؟ وهل عند خالد سلطان ما يثبت أنه وكيل أعماله في المنطقة العربية؟

اللجنة جاملت بعض الأندية الموسم الماضي ولم تنفذ قرار الرئيس العام لرعاية الشباب ومررت العقود الجديدة رغم الالتزامات المالية على بعض الأندية ومن ضمنها الهلال والاتحاد والدليل الشكاوي التي طفت على السطح صيف هذا العام أو إن اللجنة تترصد لناد الاتحاد على وجه الخصوص ولوا واجهت خالد سلطان بدقة اللوائح وأسئلة محددة لحولت مطالبته إلى سلة المهملات إذا كانت غير موثقة أو إلى ديون مجمدة (ميتة) إذا كانت المطالبة عادلة لأنه تأخر بما يكفي للشك والريبة في تحركه في هذا الوقت بالذات وبعد مرور عامين على حضور اللاعب المكسيكي ومغادرته نهائيا.

مناخ الاتحاد الصحي

كل المؤشرات ترفع درجة التفاؤل عند أنصار الاتحاد بموسم مثمر وعطاءات تساوي حجم العمل الإداري المنظم داخل أروقة النادي وخاصة في معسكر الفريق الإعدادي في مدينة أبها حيث الانسجام والاستفادة من مناخ أبها الصحي والزخم المعنوي الكبير الذي يغلف تحضيرات الفريق خاصة بعد نجاح العمل الإداري في التعاقد مع اللاعب العماني أحمد حديد وبطلب من المدير الفني كمحور مثالي يرتق الثقوب الخلفية التي عانى منها الفريق الكروي طوال الموسم الماضي وإحضار لاعب وسط صانع لعب من الطراز الرفيع اللاعب المغربي شبه الدولي نور الدين بخاري وهو بالمناسبة لاعب صاحب لمسات جميلة ويجيد صناعة اللعب والتسديد من الكرات الثابتة وصاحب مجهود هائل في الشق الهجومي وأركز على الشق الهجومي وهو لاعب مكسب فنيا إذا منحه المدرب حرية الحركة خلف المهاجمين كما يحصل للاعب الليبي طارق التائب. وأتمنى فشل صفقة الجزائري رفيق الجبوري وأن يكون البديل أيمن الشرميطي فهو لاعب مكسب فنيا وهداف حقيقي. أم الصفقات المحلية فهي بنظام الإعارة وهي لا تخدم الاتحاد نهائيا وقد يستفيد الاتحاد من الطريدي كظهير يسد الخلل الفني وقد يخطف المركز منه الظهير الطائر طلال عسيري خاصة بعد تألقه في فترة التحضير بشكل لافت. ويتضح من معسكر الفريق في أبها حرص جميع اللاعبين على التقيد بكل توجيهات السيد كالديرون وتنفيذ الجمل التكتيكية بدقة عالية وسيكون وجه الفريق في الموسم المقبل جميل وممتع لعشاقه. رغم كل عوامل النجاح لمعسكر الاتحاد في أبها ورغم المناخ الصحي إلا أن الاتحاد مطالب بالتركيز على أهداف المشاركة في دورة أبها الرباعية بحيث يكون الهدف الأساسي الوصول لتوليفة مثالية قبل انطلاق الموسم الرياضي وحفظ اللاعبين لواجباتهم التكتيكية ومعرفة أسماء المبعدين من القائمة نهائيا على أن يكون الفوز باللقب هدف ثانوي لأن فوارق التحضير البدني بين الفرق الأربعة مختلفة لجاهزية الفرق الثلاثة المشاركة من الدول العربية بينما فريق الاتحاد في بداية تحضيراته للموسم الرياضي وأي زيادة في الحمل التدريبي قد يضر الاتحاد ويرفع درجات الإصابات بالتمزقات وغيابات أبرز عناصره مع بداية الموسم الرسمي لذا يجب أن لا يكون تحقيق اللقب هو الهدف الأساسي من المشاركة بالبطولة حفاظا على الفريق ووحدته الفنية.

أشياء.....وأشياء

- اللاعب المغربي نور الدين بخاري فيه كل المزايا الفنية التي يحتاجها الاتحاد ولديه خلل واحد لن أكشفه الآن

- نور الدين بخاري رابع لاعب في خانته في منتخب المغرب حيث الأفضلية ليوسف السفري ثم طارق السكويتي ثم يوسف المختار لذا لا يتم استدعاؤه للمنتخب في أغلب المناسبات.

- محمد نور ناوٍ أن يقدم موسما مختلفا وسيجبر الجميع على التفاوض معه لأن هذه آخر فرصة في مشواره الرياضي ولن يفوتها.

- إدارتا الاتحاد والهلال لا تزالان تسددان ديون الإدارتين السابقتين ولم تبدأ خطوات عملهما الفعلي لأن الديون تراكمت بشكل مفجع.

- سامي الجابر لن ينجح في موقعه الجديد وسيرتكب الكثير من الأخطاء وقد يفسد أجواء الفريق الكروي في أهم محطاته.

- الراهب صفقة يحتاجها الاتحاد لعجزه الواضح في هذا المركز ولا يحتاجه الأهلي بوجود عدد من المهاجمين البارزين.

- يجب أن يعرف مدير الاتحاد الفني كالديرون أن التدريب في منطقة مرتفعة يختلف عنه في المناطق الساحلية.

- الموسم طويل وشاق وليس من صالح الاتحاد رفع الحمل التدريبي بهذه السرعة حتى الدورة الرباعية يجب أن تكون من ضمن مراحل الإعداد لأن تحقيقها لا يخدم الفريق وسيدفع ثمن ذلك في منتصف الموسم.

- أبو عمارة يجب أن يعمل كنترولاً على أحاديثه في المجالس الخاصة ويجب أن يصمد أمام تيار الضد.