Al Jazirah NewsPaper Saturday  02/08/2008 G Issue 13092
السبت 01 شعبان 1429   العدد  13092
مَلِكٌ يَحْمِلُ هَمَّ العَالَم
أحمد بن صالح الخنيني

لم يشأ خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- أن يكون مثل أحرص الزعماء على مصالح شعوبهم، فيعمل هنالك على ما يحقق لرعيته الأمن والاستقرار والتقدم في مجالات التنمية المختلفة فحسب، بل تاقت نفسه المعطاءة إلى أن يشمل بعطفه وبعد نظره جميع (شعوب الأرض)، علّها أن تجد الماء وقد ظلت دهوراً تلاحق قيعان السراب، وأن تقف على كبد الحقيقة بعد أن عاشت الوهم وتشرَّبته دراسة ووراثة، وأن تفتح صفحة للمستقبل يحل فيها الحوار بديلاً عن النزاع والتراشقات، ويحل فيها التعاون بديلاً عن الاختلاف والصراعات..!!.

لقد كانت دعوة الملك عبدالله بن عبدالعزيز لأتباع الرسالات الإلهية والمعتقدات والثقافات المعتبرة في دول العالم من علماء ومفكرين إلى الحوار والتعاون ونبذ الفرقة والتعصب ذات مغزى ومعنى، فهي مبادرة للحوار والوضوح والشفافية، وهي تنبئ كذلك عن عمق النظرة المتفائلة والمحبة للسلام وخير البشرية، ولقد تضمنت كلمته -رعاه الله- في حفل افتتاح المؤتمر العديد من الرؤى والأفكار التي من شأنها فتح الآفاق الواسعة أمام قادة الرأي في دول العالم لردم الهوة وتضييق الفجوة بين شعوب الأرض، وذلك من خلال الاتجاه إلى القواسم المشتركة التي تمثل جوهر الديانات وهي: الإيمان العميق بالله والمبادئ النبيلة والأخلاق العالية، وبيّن - حفظه الله - أن الرسل عليهم السلام جاؤوا لخير البشرية في الدنيا والآخرة واقتضت حكمته سبحانه أن يختلف الناس في أديانهم ولو شاء لجمعهم على دينٍ واحد فقال في هذا الصدد: (ونحن نجتمع اليوم لنؤكد أن الأديان التي أرادها الله لإسعاد البشر يجب أن تكون وسيلة لسعادتهم، لذلك علينا أن نعلن للعالم أن الاختلاف لا ينبغي أن يؤدي إلى النزاع والصراع، وأن المآسي التي مرت في تاريخ البشر لم تكن بسبب الأديان ولكن بسبب التطرف الذي أبتلي به بعض أتباع كل دين سماوي وكل عقيدة سياسية).

وكشف خادم الحرمين الشريفين في كلمته أسباب الفشل الذريع الذي مرت به الحوارات السابقة فقال: (إن معظم الحوارات قد فشلت في الماضي بسبب تحولها إلى تراشقات تركز على الفوارق وتضخمها وهذا مجهود عقيم يزيد التوترات ولا يخفف حدتها، أو لأنها حاولت صهر الأديان والمذاهب بحجة التقريب بينها وهذا بدوره مجهود عقيم فأصحاب كل دين مقتنعون بعقيدتهم، وإذا أردنا لهذا اللقاء التاريخي أن ينجح فلابد أن نتوجه إلى القواسم المشتركة التي تجمع بيننا).

ما أروع هذا الفكر النيّر والرؤية المستنيرة، وما أجمل ذلكم التعبير البليغ والحكمة البالغة من ذوي البصيرة، فكم يحتاج عالم اليوم إلى الحكام الحكماء، والقادة المتفائلين المخلصين الناصحين.؟.. بذلك حق لك يا خادم الحرمين الشريفين أن تسمى (ملك الإنسانية)، وبمثلك حُقّ لنا أن نفاخر شعوب الأرض.

- إدارة التربية والتعليم بمحافظة الزلفي



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد