يدشن صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد أمير منطقة عسير مساء اليوم السبت بقاعة الكريستال في فندق قصر أبها بمدينة أبها معرض (الفيصل.. شاهد وشهيد) في محطته الثانية، بعد أن تم تدشينه في مدينة الرياض عبر متحف الملك عبد العزيز التاريخي في الأول من جمادى الأولى 1429هـ الموافق مايو 2008م.
أبها :عبدالله الهاجري
وكشف صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث الدراسات الإسلامية، المشرف العام على المعرض أن المعرض يشتمل على الكثير من المعلومات الموثقة بالصور المختلفة عن رحلات الملك فيصل، ومواقفه السياسية إزاء العديد من القضايا المحلية والإقليمية والعالمية.
وقال سمو الأمير تركي الفيصل إن عنوان المعرض (الفيصل.. شاهد وشهيد) يجمع بين الحقبة الزمنية التي كان الملك فيصل شاهداً على أحداثها مع دخوله مجال السياسة والحكم في سن مبكرة في العقد الثاني من القرن الماضي وحتى يوم استشهاده - رحمه الله - عام 1395هـ، مبيناً أن المعرض سيتضمن صوراً فوتوغرافية نادرة للملك خلال سنوات حياته المختلفة، ومشاهد متحركة ولقطات فيديو تسجل مراحل متعددة من مسيرة الملك الراحل، إضافة إلى بعض المقتنيات الخاصة، وعدد من المخطوطات والنصوص المكتوبة.
وأضاف: سيتم عرض عدة خطب نادرة للملك فيصل، وتسجيلات تعرض لأول مرة لمشاهد خلال لقائه مع المواطنين، تكشف قرب الملك فيصل من شعبه وتعرفه عن كثب على مشكلاتهم وتلمسه احتياجاتهم.
ولفت سمو الأمير تركي الفيصل إلى أن فترة حكم الملك فيصل كانت زاخرة بالأحداث والتحولات المختلفة والحراك الاجتماعي والاقتصادي والسياسي إقليمياً ودولياً، شهد خلالها العالم الكثير من الأحداث الجسام، كما عاشت الأمتان العربية والإسلامية مراحل حساسة في تاريخهما، مبيّناً أنه روعي أن يتضمن المعرض العديد من المواقف المكتوبة والمسموعة والمرئية للملك فيصل التي تعكس ما تعلمه من والده القائد المؤسس الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه -، من دروس في فن الحكم والتعامل مع الرعية وصيانته لمصالحها، وما كلفه به شقيقه الملك سعود - رحمه الله - ، عندما كان الفيصل ولياً لعهده.
وأشار الأمير تركي الفيصل أن المعرض بشكل عام يسلط الضوء على سيرة الملك فيصل منذ أن كان ممثلاً خاصاً عن والده الملك عبد العزيز في أوروبا وهو لم يتجاوز الثالثة عشرة من عمره، وحتى توليه الحكم عام 1384هـ، إضافة إلى استعراض تاريخ نضاله في سبيل القضايا العربية والإسلامية مثل قضية فلسطين، وسعيه الدؤوب تجاه تضامن ووحدة الأمة الإسلامية وهما قضيتان نذر الفيصل - رحمه الله - الكثير من وقته وجهده من أجلهما.
وقال الأمير تركي الفيصل: كانت للملك فيصل جهود كثيرة لا نستطيع حصرها في معرض أو أكثر، غير أننا حاولنا العمل بشكل كبير على الإحاطة بها في هذا المعرض، وقد اجتهدنا بقدر المستطاع لتسليط الضوء على تلك الحقبة المجيدة من تاريخ المملكة العربية السعودية.
من جهتها، أوضحت صاحبة السمو الملكي الأميرة مشاعل بنت تركي الفيصل المسؤولة عن المعرض، أن معرض (الفيصل.. شاهد وشهيد)، سيخدم ذاكرة الأجيال الجديدة، حيث يستهدف الشباب والأجيال التي لم تعاصر حياة الملك فيصل.
وأضافت أن المعرض كما هو موجه للأكاديميين والمتابعين لتاريخنا الحديث، موجه بشكل خاص للجيل الجديد، ليعيش هذا الجيل حياة الملك فيصل بالصوت والصورة ويقرأ تفاصيل أكثر من خلال وجوده في المعرض.
وذكرت أن المعرض سيفتح الباب أمام الباحثين والمؤرخين لمعرفة واستكشاف الكثير من المواقف التي تبناها الملك الراحل والقضايا التي سعى إلى تحقيقها.
وتابعت: إن زائري المعرض يستطيعون الحصول على المعلومات التي يريدونها عن الملك فيصل، سواء أكانت نصوصاً مكتوبة، أم صوراً، أم مخطوطات، أو غير ذلك من الأشياء التي تعد بمثابة تاريخ مصور لحياة الملك الراحل.
وكشفت أن المعرض سينطلق بعد أبها إلى جدة، والدمام، ومناطق أخرى من المملكة بعد تهيئة المواقع التي تتناسب مع مساحة المعرض وطريقة تصميمه, ومن ثم خليجياً وعالمياً، مشيرة إلى أنه سيقام على هامش المعرض عدد من الفعاليات التي تتناول الحديث عن شخصية الملك فيصل والحقبة الزمنية الخالدة التي شهدها في مختلف الاتجاهات.