فانكوفر - مسلّم الرمالي
أكد مواطنون كنديون وسياح غربيون أن الجناح السعودي في المعرض الثقافي الإسلامي الكندي الذي يقام سنوياً بمدينة فانكوفر، بدّد التصورات الخاطئة لديهم عن الدين الإسلامي وعن الثقافة السعودية ودورها في نبذ العنف ومحاربة الإرهاب. وكذلك أزال اللَّبس والفهم الناقص عن صلة الإسلام بالإرهاب، وعن عظم شخصية النبي محمد (صلى الله عليه وسلم).
وأشاروا في تصريحات ل(الجزيرة) إلى أن السعودية لها دور إنساني وحضاري يخولها بأن تحتل مكانه متقدمة في جميع المجالات، مهما حاولت بعض وسائل الإعلام الغربية تشويه ذلك من خلال إفرازات الحادي عشر من سبتمبر فدور السعودية ريادي وإنساني، والدين الإسلامي دين يدعو إلى التسامح والتآخي بين شعوب الأرض ويستحق القراءة والتمعن والاحترام.
وقد غصت ساحة - ارت قلري - بوسط مدينة فانكوفر الكندية بآلاف الكنديين والسائحين من مختلف أقطار العالم لزيارة المعرض الثقافي الإسلامي 2008، بالإضافة إلى العديد من عمد مدن مقاطعة كولومبيا البريطانية وعمدة مدينة فانكوفر ومجموعة من أعضاء البرلمان الكندي ، وكذلك المحلق الثقافي السعودي بكندا الدكتور فيصل أبا الخيل الذي حضر من العاصمة الكندية لهذا الخصوص.
الجناح السعودي
حظي الجناح السعودي الذي نظمه النادي السعودي بمدينة فانكوفر للمشاركة في هذه التظاهرة بنصيب الأسد من الزوار الذين خرجوا بانطباعات إيجابية. حيث شارك ثمانون شابا وشابة متطوعين لإبراز الوجه الحضاري والإنساني للوطن الغالي من خلال محاضرات ألقاها أبناء الوطن من الجنسين مدعومة بصور فوتوغرافية ومتحركة من خلال شاشة تلفزيونية كبيرة الحجم لبعض المواقع التراثية والتاريخية والنهضة العمرانية. فيما تولى شباب آخرون كتابة أسماء الزائرين بالخط العربي بورقة تتضمن صوراً للحرم المكي والنبوي وبعض التعابير الإسلامية السامية باللغة الإنجليزية.
وقد اشتمل الجناح على قسم خاص بتلبيس الزائرين الزي السعودي من الجنسين بجميع فئاتهم العمرية والتقاط صور تذكارية لهم بالزي السعودي في الخمية الرئيسة التي زينت بالأثاث والمواد التراثية السعودية بأحدث الكاميرات، وقد قدمت أكثر من ألف هدية للزوارعبارة عن كتيبات مترجمة توضح سماحة الدين الإسلامي الحنيف، وكذلك عن الثقافة السعودية ودروها في جميع المجالات المختلفة، بالإضافة إلى صور عن المملكة وقمصان عليها الشعار السعودي. وقد قدم الجناح السعودي العرضة النجدية والمزمار الحجازي في وسط ساحة - ارت قلري - وقد امتلأت المدرجات بالجمهور وتفاعل معها الحضور بالتصفيق والرقص وقد شارك اعضاء البرلمان الحاضرون بالعرضة والمزمار، وقد أبدى أعضاء البرلمان اعجابهم بهذا الفلكلور الشعبي وكذلك بالأزياء الشعبية التي ارتدوها.
السعودية في عيون الغربيين
(الجزيرة) استطلعت آراء بعض الزوار للجناح السعودي، حيث قالت مانكا سانرس (30 عاماً): أنا سائحة أمريكية وسعدت كثيراً بمصادفتي لهذا المعرض والحقيقة تغيرت نظرتي عن المرأة السعودية تحديداً، فقد شاهدت النساء السعوديات اليوم يعملن جنباً إلى جنب مع الرجال السعوديين في جميع أرجاء الجناح السعودي وانبهرت بأداء المرأة السعودية من خلال المحاضرة التي حضرتها عن الثقافة السعودية، فقد قدمت الشابة السعودية مع شقيقها السعودي نموذجاً حقيقياً لتفوق ونجاح النساء السعوديات، فقد كانت تتحدث الإنجليزية بطلاقة، وبثقة علمية ومعرفية عالية، وباعتزاز وفخر بحجابها ودينها وثقافتها. وقد علمت فيما بعد بأنها طبيبة وفي اصعب التخصصات الطبية وتحضر الزمالة في احد مستشفيات كندا. وما شاهدته اليوم في الجناح السعودي أزال كثيراً من اللبس والفهم الناقص لدي، ولدى صديقاتي اللاتي حضرن معي خصوصًا فيما يخص المرأة السعودية. ولا أخفيك بأنني أشعر أكثر جمالاً ونضارة عندما ارتديت الحجاب.
الكندي شون مارك (55 عاماً) وابنته سو (20 عاماً) قالا لقد أعجبنا جداً الجناح السعودي وكذلك الأفكار العصرية في طريقة استقطاب الزائرين والحفاوة بهم، وبالتالي إيصال رسالتهم بطريقة تجعلنا نحترمهم ونحترم الدين الإسلامي والثقافة السعودية. فقد شاهدنا المحاضرة وحصلنا على مجموعة من الكتيبات عن السعودية، فتمسك السعوديين بدينهم وبثقافتهم لم يعقهم في سبيل التطور والتقدم، وهذا ما جعل بعض وسائل الإعلام الغربية تحاول تشويه المسلمين والسعوديين تحديداً ووصفهم بالمتأخرين والإرهابيين، فهذه الوسائل الإعلامية تريد أن تسيء لكل من يتمسك بدينه ومعتقده، لمحاولة أن ينحل الجميع أخلاقياً واجتماعياً ودينياً سواء كانوا مسلمين أو غيرهم من الأديان أو الثقافات الأخرى. فمصداقية هذه الوسائل سقطت وانكشفت لكل ذي لب.
سمث كافن (58 عاماً) سائح ألماني حضر بصحبة عائلته قال: لقد أمضينا وقتاً جميلاً في هذا الجناح، وأيضا اكتسبنا معلومات جديدة عن الثقافة السعودية بددت كثيراً من التصورات الخاطئة لدينا .. وعائلتي سعيدة بارتدائها للزي السعودي وكذلك كتابة أسمائهم بالخط العربي.
رئيس النادي السعودي بفانكوفر الدكتور محمد الغامدي قال أبرزنا من خلال المشاركة الوجوه المضيئة للوطن. وأشار الغامدي إلى أنه سيتم توثيق هذه المشاركات بالصور الفوتوغرافية والمتحركة بموقع النادي السعودي.
الطبيبة السعودية منال بدوي قالت ل(الجزيرة) لقد قدمت إحدى المحاضرات بعنوان (لمحة عن السعودية) جغرافياً وتاريخياً وعن المرأة السعودية، وأيضاً شملت المحاضرة جزءاً من سورة مريم مترجم باللغة الإنجليزية. وتهدف المحاضرة لتغيير الصورة السلبية لدى الكثير من الغربيين عن الثقافة السعودية، ولقد تفاعل الحضور بشكل رائع مع المحاضرة من خلال أسئلتهم واستفساراتهم وخرجوا بانطباعات إيجابية.
نائب رئيس النادي السعودي بفانكوفر الدكتور محمد أبو عيش قال لقد استقبلنا عدداً كبيراً من الشخصيات الكندية البارزة ، بالإضافة إلى المئات من الزائرين، وقد قدم الدكتور إبراهيم مومن خان هدية تذكارية نيابة عن الجناح السعودي لعمدة مدينة فنكوفر السيد سام سلوفان.
من جهته قال الدكتور نزار باهبري عضو اللجنة المنظمة إلى أنه كان لتعاون وتضافر شباب وشابات الوطن ميزة خاصة في استقطاب أعداد غفيرة من الزائرين .. مقدماً شكره للجميع وخصوصاً الملحق الثقافي السعودي الدكتور فيصل أبا الخيل على حضوره وتشجيعه.