Al Jazirah NewsPaper Saturday  02/08/2008 G Issue 13092
السبت 01 شعبان 1429   العدد  13092
مستعجل
شركة الكهرباء.. تريد حقوقها فقط..!
عبد الرحمن بن سعد السماري

شركة الكهرباء.. صارت أحد أبرز قضايا مجتمعنا.. ذلك أنها شركة (كهرباء) وهل يمكن أن يستغني أي مجتمع عن الكهرباء؟ حتى الذين يعيشون في أطراف الأدغال والقرى في أي مكان في العالم.. يستخدمون ويبحثون عن الكهرباء

** نحن نملك شركة كهرباء واحدة فقط..

** ونحن أيضاً.. نسمع عن معاناة (بعض) بلدان العالم.. وبالذات.. الدول الفقيرة جداً.. من تقطع الكهرباء..

** ونحن أيضاً.. عايشنا الأسبوع الفائت انقطاع الكهرباء عن بعض المناطق والمحافظات لساعات.. انقطاعا جماعيا تضرر منه الكثير.. وترك لا شك.. خسائر مادية.. وقد يكون وراءها مشاكل صحية.. نتيجة تلف بعض المواد الغذائية والمبردة ثم إعادة بيعها بعد فسادها..

** مشكلة شركة الكهرباء.. مشكلة مزمنة.. ووضع هذه الشركة.. وضع مهزوز يعكس ذلك نتائجها خلال النصف الأول لهذا العام.

مع أن هناك شركات تقع في وسط شقق مستأجرة.. يتعدى سهمها الـ(50) ريالا

** شركة الكهرباء.. ظُلمت كثيراً.. ذلك لأن مستحقاتها.. ونتاج تعبها ومنتجها.. وهو الكهرباء (مأكول) أو بمعنى أصح.. غير مسدد.. فأكثر المستفيدين من التيار الكهربائي لا يسددون.. مثل الدوائر والمساجد وما شاكلها.. وهم أكثر المستهلكين للطاقة الكهربائية.. وهؤلاء.. لا يسددون على الإطلاق.. ومتى طالبتهم الشركة بالسداد.. أجابوها باسطوانة (تم الارتباط؟!!).

** وما دامت الشركة تتكلف.. وتُنتج وتخسر على التشغيل عشرات المليارات في سبيل تقديم خدمة مجانية.. فكيف لا يتردى وضعها؟ وكيف لا يصبح سعر سهمها نصف ريال على الأكثر؟!!

** مشكلة شركة الكهرباء.. أن الكل.. أو الأكثر.. اعتاد على ظلمها.. وعلى أخذ خدمتها مجاناً.. يعني (ببلاش)

** الوزارات.. لا تسدد.. وكل الدوائر لا تسدد..

** والمساجد (تِرْعِدْ) 24 ساعة ولا تسدد.

** وإنارة الشوارع والميادين والأحياء بدون رسوم.. وأكثر المشتركين بالمجان

** بمعنى.. ان الذي يسدد.. والذي تستأسد عليه الشركة.. هم الطفارى أصحاب عداد خمسين (أمبير).. وستين (إمبير).. هؤلاء.. هم الذين يسددون وهؤلاء.. هم فقط.. الذين يشكلون دخول الشركة.. وهؤلاء.. هم مصدر بقاء واستمرار الشركة.. هل تصدقون؟

** هذه الشركة المظلومة.. المسكينة.. تملك الدولة (75%) من أسهمها.. منها (8%) (لأرامكو السعودية).. والباقي.. لمجموعة من (المقاريد) الذين تورطوا فيها.. وينتظرون أن يصعد سهمها من عشرة ريالات إلى (300 ريال) حتى يخرجوا .. وهذا كما يقال مجرد (حلم)

** هذه الشركة المظلومة (المأكولة المذمومة) تطلب وزارة المالية عشرات المليارات.. وأكبر خسائرها أيضاً.. أعمدة الكهرباء التي تملأ الأحياء والشوارع والميادين.

** وهذه كلها مجتمعة تشكل خسائر الشركة

** البلديات.. تنصب أعمدة الشوارع في كل مكان.. وتشعلها متى شاءت

** ومسؤولو شركة الكهرباء (يتميلحون) بهذه الأعمدة التي تنزف حزينة الشركة.. والشركة.. مملوكة لأناس ينتظرون شيئاً منها.. يعني (كريم من مال غيره)

** المشكلة.. أن أكثر ملاك الشركة.. من فئة الـ(25%) هم من الأرامل والأيتام والجمعيات الخيرية.. الذين ضخوا أموالهم في الشركة.. والشركة تتداعى..

** شركة الكهرباء.. لا تحتاج اليوم.. إلا.. لمسؤول قوي شجاع.. يأخذ (حقها).. يستوفي حقوقها.. وحقوق (الضْعُوف المساكين) من الآخرين.. ويمنع أخذ خدماتها هكذا.. ويحافظ على استحقاقاتها عند الآخرين

** يمنع أخذ التيار بدون مقابل لأي جهة كانت

** مسؤول يجعلها مثل أي شركة كهرباء في أي مكان في العالم (خدمة بفلوس) وليست شركة بأموال مساكين يذهب نتاجها وخدماتها مجاناً.. شيء في الشوارع.. وشيء في الدوائر.. وشيء في البيوت بدون مقابل.

** لو تم مساواة شركة الكهرباء بشركات الكهرباء في العالم (مثيلاتها) لأصبحت من أكبر وأقوى الشركات وأكثرها أرباحاً.. ولطمر سهمها وتضاعف عدة مرات

** شركة الكهرباء.. لا تريد مساعدات..

** شركة الكهرباء.. لا تريد قروضاً..

** شركة الكهرباء.. لا تريد تسهيلات

** شركة الكهرباء.. لا تريد (تقطير في الحلق) ولا شفقة من أحد

** شركة الكهرباء تريد (حقوقها) فقط..

** وشركة الكهرباء.. لا تريد فقط.. سوى مدير قوي نافذ يأخذ (حقها).. يستوفي (حقوقها) من الآخرين.. ولو أن هذا.. في (الحلم) كما يقولون.

** المطلوب.. رد حقوق الشركة.. والمطلوب.. أن تكون خدماتها بمقابل

** شركة الكهرباء.. مهددة.. ووضعها صعب.. فهل نلتفت لها؟!

** شركة الكهرباء.. تخسر وتؤمن معدات وتجهيزات ومكائن ومضخات وتمديدات وتشغيل.. لتقدم (خدمة مجانية) ومع ذلك نقول.. لماذا تخسر الشركة؟!! ولماذا (تطر) وتقترض وسهمها بنصف ريال؟!

أَها.. يا مجلس الشورى.. فيك شَدة؟!! ثم.. أيهما أهم.. عطلة يوم السبت.. أم حقوق الشركة وحقوق الأرامل والأيتام (والضعوف المساكين؟!).



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5076 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد