Al Jazirah NewsPaper Saturday  02/08/2008 G Issue 13092
السبت 01 شعبان 1429   العدد  13092
لما هو آت
بنود تقويم الموظف...!
د. خيرية إبراهيم السقاف

يحدثني شخص مسؤول تربطني به قربى عن معايير التقويم التي خضع لها في وظيفته، إذ أثنى على الله كثيراً وهو يجد بأن كفاحه الشخصي على الجانب الذاتي خارج نطاق عمله قد أصبح جزءاً قوياً في بنود معايير تقويم أدائه. فلم يجد كفاحه لكسب اللغات الأخرى ولا سعيه الحثيث خارج أوقات عمله للارتقاء بمستوى تحصيله العلمي ولا تلك الدورات المختصة التي تميل بعضها لكسبه مهارات مساعدة في طبيعة عمله أو مهارات التواصل في الحياة أو مهارات التغلب على صعوبات الحياة قد ذهبت سدى، بل فوجئ أن لهذا الدعم الذاتي بنوداً رئيسة في معايير التقويم التي خضع لها، شأنه شأن أي موظف في وظيفة أدنى تدرجاً من وظيفته في المؤسسة...

خرجت من حديثه بنقاط مثيرة للتفكر فيما نأخذ من الآخر وفيما نترك...

وفيما هو نافع ولا يؤخذ وما هو غير نافع ويقلد...

فالرجل المكافح في عمله ووظيفته لا يخسر نتائج كفاحه حين تكون داعمة لأن يحقق في أدائه مستوى ملموساً من التطوير والنجاح. فمعايير تقويم الفرد في المؤسسات ينبغي ألا تتوقف عند المعايير الورقية أو شكليات الأداء أو حتى مسمى الوظيفة الذي يحمي المسؤول عادة عن الخضوع للتقويم...

تأملت الفارق الشاسع بين من يفرط في الكفاءات من ذوي الدأب للتطوير الذاتي ودعم أنفسهم وغيرهم في مجالات كثيرة لأنهم في ظن من يرأسهم متجمدين بينما يذهب بالكبش كثيرون على أساس قوة خارجية ولو كانت عضلية تتمثل في قدرتهم على حمل الكبش لخارج المكان... لكن من لديه قدرة على التفكير في ابتكار طريقة لكيفية توجيه الكبش للخروج بنفسه دون حمل أحد له لا يعار أدنى اهتمام ولا يخضع للترقية أو التحفيز أو تقدير هذه الطاقة العقلية لديه...

ربما الحاجة ملحة للنظر في بنود معايير تقويم الموظفين بما فيهم الرؤساء وفق بنود مستجدة لا تغفل الجوانب جميعها في شخص الموظف بما فيها شخصيته وطموحه وجهوده في دعم نفسه في الحياة.

بذلك يكون للحياة طعم وللعمل أن يبعث الراحة والاطمئنان لصدره...



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5852 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد