أحسنت (الجزيرة) بتقليص مساحات رعايتها الإعلامية للمناشط المحلية الخاصة بالمدن والقرى والمناسبات المحدودة، ولعلها تكون مقدمة لإلغائها بصورة نهائية، فقد باتت عبئاً على القارئ حتى من أهالي تلك المدن، حيث لا تنقل إلا الصور الوضيئة للمسؤول مبتسماً ومصرحاً ومضفياً على نفسه وعلى جهازه سمات التميز والإبداع.
- يمكن اختصار (سياحة الوطن) - مثلاً - في صفحة واحدة يومية تنقل أبرز أنشطة المدن والقرى لا بصيغة الإبهار والانبهار بل برؤية ناقدة تتلمس مظاهر القصور سعياً إلى إكمالها، وهكذا في بقية الفعاليات المشابهة، فلم يعد قارئ اليوم مطمئناً إلى (مداحي القمر).
- يعيدنا أسلوب (الرعايات) إلى زمن تولى حين كان التلميع منهجاً يوظفه المسؤول لحماية موقعه من المساءلة، وكانت (الصحافة) تتردد قبل أن تبدي رأيها (المختلف) حول إدارة ومدير بله وزارة ووزير.
- الصحافة الحديثة صحافة رأي، والمواطن لم يعد مسكوناً بهاجس تنقلات الوزير واستقبالاته ودفاع العلاقات العامة وإنشائياتها، كما أن الوطن بحاجة إلى الصدق والمكاشفة والإخلاص والنزاهة يعتمرها الجميع أمام الجميع.
- انتهت صورة المسؤول (السوبرمان)، وتضاعفت مهام الأقلام التي تهمها الحقيقة، فالتوازن هدف، والاتزان مطلب، وإنصاف الإنجاز عدل كما تحديد العجز وعي، وحين يجتمع الوعي والعدل تتكون الموضوعية والمسؤولية.
- الرعاية توجيه لا وجاهة.
ibrturkia@hotmail.com