Al Jazirah NewsPaper Monday  28/07/2008 G Issue 13087
الأثنين 25 رجب 1429   العدد  13087
الشيخ أحمد النجمي عالم رحل
د. فهد بن عبدالرحمن بن عبدالله السويدان

انتقل إلى رحمة الله صباح يوم (الأربعاء) 20-7-1429هـ الموافق 23- 7-2008م الشيخ العلامة أحمد بن يحي النجمي أحد كبار العلماء بالمملكة ومفتي منطقة جيزان، وحامل راية السنة والحديث، حيث توفي بسبب جلطة أصيب بها في المخ للمرة الثانية وبشكل مفاجئ.

وقد نقل بطائرة خاصة إلى مدينة جيزان حيث أهله وأبناؤه عن عمر ناهز 90 عاماً قضاها في خدمة دينه ومليكه ووطنه من خلال التدريس والنصح والإرشاد والإفتاء ودفن جثمانه في مسقط رأسه بقرية النجامية جنوب محافظة صامطة.

وقد فقدت الأمة عالِماً جليلاً وعَلماً من أعلامها المخلصين.. إنه معالي الشيخ العلامة أحمد بن يحي النجمي أحد كبار العلماء ومفتي منطقة جيزان - رحمة الله رحمة واسعة وأدخله فسيح جناته -.. لقد نذر نفسه ووقته لخدمة دينه ووطنه وولاة أمره ومجتمعه ونصرة الحق.. وكان عمره حافلاً بالأعمال الخيِّرة والمزايا الطيبة والسجايا الكريمة.. ولين الجانب وسمت العالِم الرفيع, وحسن الخلق وحب الخير والرفق بالناس ومعرفة أحوالهم وسعة الحلم ورجاحة العقل.. صاحب فطنة وكياسة, وشجاع في الحق لا يخاف في الله لومة لائم، وصاحب أدب رفيع وصبور شديد التحمُّل, سلس الحديث, ثاقب الرأي حصيف, ويعطي كل من يقابله حقه من المعاملة الحسنة وينزل الناس منازلهم ويعرف لهم قدرهم ويقضي حوائجهم وكانت الابتسامة لا تفارق محياه دائماً، بيته ومكتبه مفتوح وأذنه صاغية, ورع تقي فكان قريباً من الناس، له حضور أخاذ لدى المستمع والمشاهد. كما أن رغبته في العلم والدعوة أخذت جل اهتمامه ووقته.. لا يهدأ، ذخيرته إيمانه بالله وحبه لإتقان العمل.. وصدقة في البحث عن كل طرائق العمل الإسلامي.. التي تصله بالناس أينما كانوا.

ومعاملة الصغير والكبير بالرفق واللطف واللين والحنكة والمساواة, وسرعة الإنجاز في الأعمال, وكان يأتي إلى عمله مبكراً ولا يخرج حتى ينهي ما لديه من أعمال ويبذل جهده ووقته لخدمة العلم وطالبه ويدعم الجمعيات الخيرية, ويعطف على الفقراء والمساكين والمحتاجين وييسر لهم أمورهم ويسد لهم حاجاتهم بقدر ما يستطيع.. ويجل العلماء وطلاب العلم ويدنيهم منه ويحترم آراءهم، ويُجادل بالتي هي أحسن ويدفع السيئة بالحسنة. رحمه الله رحمة واسعة.

فإن كان معاليه قد رحل عن هذه الدنيا الفانية يوم الأربعاء الموافق20 -7- 1429هـ الموافق 23-7- 2008م بعد عمر أفناه في العلم والبحث الدؤوب لنشره بين الناس والعمل الصالح المتواصل الذي لا ينقطع، فستبقى بحوثه و مآثره العلمية وخصاله الحميدة وأعماله الجليلة وذكره الحسن الطيب، وما خلفه من علم وأخلاق فاضلة وسيرة عطرة تشهد على علو مكانته وقدره ومحبة الناس له. أفنى عمره في طلب العلم والدعوة إليه والصبر على الأذى فيه، نصر الله به السنة وقمع به فلول البدعة. إن موت العلماء ثلمة وأي ثلمة. وذهابهم مصيبة وأي مصيبة. إنهم ينفون عن الناس غلو الغالين وانتحال المبطلين. هم النجوم الدراري التي تضيء في العتمات للساري {أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا}. (الرعد: 41) قال أهل العلم: نقصان الأرض موت العلماء. قال إبليس: (لعالم واحد أشد عليَّ من ألف عابد، إن العابد يعبد الله وحده، وإن العالم يعلّم الناس حتى يكونوا علماء).رواه ابن نعيم.

إن موت عالم واحد أحب إلى إبليس من موت ألف عابد. فهذا لنفسه وذاك للناس.

فخالص عزائي وصادق مواساتي لكافة أسرة الفقيد وذويه وأرحامه وأقاربه و أصدقائه ومحبيه وزملائه وطلابه، سائلاً المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد الغالي بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، ويلهم أهله وذويه وأصدقاءه ومحبيه الصبر والسلوان.

{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}

أنت خلقتنا ولك محيانا وإليك مماتنا لا راد لقضائك يا رب العالمين..

(ولله ما أخذ ولله ما أعطى ولا حول ولا قوة إلا بالله)

كل من عليها فان.



fahd-a-s@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد