Al Jazirah NewsPaper Monday  28/07/2008 G Issue 13087
الأثنين 25 رجب 1429   العدد  13087
وللكراهية وجه آخر!
د. سعد بن عبدالقادر القويعي

تستمر شكوى المسلمين في دول الغرب من التمييز العنصري في أشد صورها قبحا, بعد أن فرضت قيودا على الحريات الدينية للمسلمين تحت غطاء سياسي بدأ قبل سنوات قليلة, وبالتحديد بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر حين أعلن البيت الأبيض الحرب على الإسلام ووصفه بأوصاف الفاشية والتخلف على لسان عرابها الرئيس الأمريكي (جورج بوش), تارة باسم الديمقراطية ونشر قيم العالم المتمدن, وتارة باسم مكافحة الإرهاب.

وفي ظل توتر العلاقات بين بلدان الغرب والعالم الإسلامي في السنوات الأخيرة, اتخذ الرئيس الفرنسي الأسبق (جاك شيراك) قرارا بمنع الفتيات المسلمات من الحجاب في المدارس الفرنسية, فاندلعت في أوروبا جدالات ونقاشات واسعة حول قضية الحجاب سواء في بلجيكا أو في ألمانيا. وقامت ملكة بريطانيا بمناسبة ذكرى مولدها بتكريم كاتب بريطاني من أصل هندي يدعى سلمان رشدي لتأليفه كتابا يهاجم فيه كتاب الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم- وزوجاته. وتواطأت سبع عشرة صحيفة دانمركية على إعادة الرسوم الكاريكاتيرية المستهزئة بأعظم الرسل محمد - صلى الله عليه وسلم-. واستخدم المصحف في المرحاض في أمريكا. بل إن تلك الدول طالبت الدول العربية والإسلامية بحذف آيات من القرآن الكريم.

وازدادت حالات التطاول على الإسلام و المسلمين قبل أيام قليلة. فقررت أجهزة الأمن البريطانية استخدام الكلاب البوليسية في تفتيش بيوت المسلمين بحجة محاربة الإرهاب والتطرف. ولجأت إحدى شركات الطيران البريطاني لفرض ضريبة أطلقت عليها: (ضريبة 11 سبتمبر- أيلول), لكل راكب سعودي يسافر على تلك الخطوط.

إن حالات التطاول على المسلمين مرشحة للمزيد على توالي الأيام. وما سبق من مشاهد قد يتكرر أمثاله كثيرا. وهو بلا شك نوع من أنواع العداء للأمة واستخفاف بها وبدينها, حتى ينفر الناس في بلادهم من المسلمين, فيشوهون صورة المسلم ويشرعون قوانين تعسفية لعقوبات يفرضونها على المسلمين من أجل التضييق عليهم. كل ذلك حتى يشيع الإعلام الغربي عقدة الخوف من الإسلام, أو بمعنى أوضح (الإسلام فوبيا). فالحرب ضد الإسلام شرسة تحتاج إلى وعي ويقظة.

ويبقى القول: إن الإستراتيجيين الغربيين يخشون الإسلام فبدأوا بدق نواقيس الخطر. وهو ما أشار إليه مدير مركز شراكة الحضارات في جامعة العلاقات الدولية بموسكو (فينيامين بوبوف), بقوله: (إن المسلمين أقوى معنويا, ويعترف بهذا الأوروبيون. فهم مقتنعون بذودهم عن عدالة قضيتهم. وعلى خلفية أوروبا المترفة, حيث المسيحية آخذه بالأفول. تبدو الجاليات الإسلامية بمثابة واحات عقائدية واستعداد للذود بشكل حاسم عن حقوقها).

إن الحالة اليوم تبدو بالغة التعقيد, فعقول المسلمين تختزن المواقف والصور. وتلتقط المشاهد والذكريات, وبالتالي سيتشكل الموقف. فرد الفعل يجب أن يكون منظما ومدروسا, لا يقف عند ردود الفعل الآنية وسياسة التنديد. بل إن استثمار تلك الحالات التي وقعت تستدعي العمل من أجل جمع صف المسلمين, وتوحيد مواقفهم, وأن يكون لهم مشروعهم السياسي والدعوي المنبثق من ثوابت الإسلام, تحقيقا لمصالح المسلمين.

drsasq@gmail. com



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد