في خطبة يوم الجمعة 8 رجب 1429هـ الموافق 11- 7-2008م في جامع الإمام فيصل بن تركي في حي الجلويه بالدمام تطرق إمام وخطيب الجامع فضيلة الشيخ سلطان العويد إلى نصائح فضيلة مفتي الديار السعودية الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ ومما قاله الشيخ العويد أن على علماء الأمة من قضاة وأساتذة ودعاة وطلبة علم أن يتحاوروا مع شباب الأمة بكل شفافية ووضوح وتوضيح الحقائق وإقرار الصحيح منها لهؤلاء الشباب بدون تورية ولا تشويش للحقائق ومناصحتهم بترك الفكر الضال والاعتصام بكتاب الله وسنة نبيه والحرص على الوحدة الوطنية ونبذ الاختصام والشقاق وإطفاء نار الفتنة والانضواء تحت راية ولي الأمر وعدم السماح للمغرضين والمنتفعين على ساحات الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) ممن سماهم فضيلة الشيخ سلطان العويد بالآباء، حيث يلقب هؤلاء المغرضين المفتين أنفسهم بأبو مكة وأبو فلان.. إلخ.
وأنا من وجهة نظري البسيطة أؤيد رأي الشيخ العويد وأزيد عليه بأن تطلب الدولة من جميع طلبة العلم على اختلاف تخصصاتهم ووظائفهم بدءاً بالمفتي وانتهاء بأساتذة الفقه في المدارس بتخصيص وقت معين ولنقل مرتين في الأسبوع ما بين صلاة المغرب وصلاة العشاء لإتاحة الفرصة لهؤلاء الشباب من التحاور مع أصحاب العلم والفكر السليم بكل شفافية ووضوح والإجابة عن أي استفسار مهما كان بدون أي تشنج ولا استعلاء والجلوس بجانبهم وليس مواجهتهم فلكل فعل ردة فعل مساوية له بالقوة ومضادة له بالاتجاه، والله يقول في محكم كتابه مخاطباً رسول الأمة محمد صلى الله عليه وسلم {وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ} وقوله سبحانه وتعالى {وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}. أقول وبالله التوفيق متى ما أخذ بهذا الرأي لاستطعنا بفضل من الله اجتثاث هذا الفكر الضال من مجتعنا ومجتمع المسلمين ولا يعني هذا نقصاً مما تقوم به الدولة بتوعية وإرشاد أصحاب الفكر الضال فمن تم القبض عليهم ولكن لنسرع في القضاء على فتنة الفئة الضالة علينا جميعاً حكومة وشعباً التضامن والعمل الإيجابي للتخلص وللأبد من هذا الفكر الضال أعاننا الله جميعاً على ذلك، فمقارعة الحجة بالحجة وتوضيح ما هو لصالح الأمة ودرء المساوئ لهو العلاج الناجع لهؤلاء الشباب الذين تمتلئ صدورهم من الحنق والضغينة على هذه الدول ومنها إسرائيل التي تقتل إخواننا المسلمين وتشردهم بدون ذنب ارتكبوه، فالشباب يميل إلى تحكيم العاطفة قبل العقل لذا تتسم تصرفاتهم بالتهور وعدم تحكم العقل.
هذا والله من وراء القصد فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي.