«الجزيرة» - ياسر المعارك
أصبحت السمنة تمثل هاجسا يؤرق الكثير ويهدد استقرار العديد من الأسر، حيث وقفت حاجزاً في طريق سعادة 14 امرأة أُصبن بالعقم لمدة زادت على 20 عاماً حتى فقدن الأمل في الإنجاب وتعرضن للطلاق.
عبير ذات العشرين ربيعاً هددها زوجها بالطلاق إن لم تتمكن من الإنجاب؛ كونها تعاني من سمنة شديدة، وظلت تراجع العديد من المراكز الصحية الخاصة والحكومية المتخصصة في علاج العقم دون جدوى تذكر، إلا أنه وبعد انضمامها (لبرنامج علاج السمنة في مركز السكري بمدينة الملك فهد الطبية) وخلال فترة العلاج التي استمرت 11 شهرا تمكنت من الحمل بشكل طبيعي، وأنجبت طفلاً أضاف لحياتها معنى آخر وحفظها من الطلاق.
وأفاد مؤسس برنامج علاج السمنة استشاري طب الأسرة الدكتور صالح الراجحي أن البرنامج خلال العام الأول تمكن مع علاج 14 حالة جميعهن تمكن من الحمل والوضع بشكل طبيعي؛ بفضل إصرار المريض على الالتزام بخطة العلاج التي وضعها الفريق الطبي، مشيراً إلى أن 30 في المائة من أسباب السمنة وراثية لا يستطيع الإنسان التحكم فيها وان 70 في المائة هي أسباب مكتسبة وهي المسؤولة عن انتشار ظاهرة السمنة.. وأوضح الراجحي أن دراسة حديثة أكدت أن نسبة البدانة عند النساء السعوديات تبلغ 70 في المائة، أما الرجال فتبلغ 30 في المائة، و20 في المائة بين المراهقين، فيما تصل نسبة البدانة بين الأطفال قبل سن المدرسة إلى أكثر من 15 في المائة.
وقال الراجحي ان سوء التغذية والنمط الغذائي وندرة التثقيف الصحي وقلة النشاط والحركة والوراثة والأمراض النفسية من العوامل المسببة للسمنة، محذراً من وجود علاقة بين السمنة وأمراض كثيرة تصيب الإنسان مثل أمراض السرطان والقلب والسكري. مضيفاً أن خطر الإصابة بالسكري لدى البدناء ممن يزيد لديهم مؤشر كتلة الجسم عن 30 يزيد بمعدل 53 مرة عن أقرانهم من ذوي الوزن الطبيعي وأن هناك علاقة قوية بين زيادة الوزن والعقم لدى المرأة، فكلما زاد الوزن قلت نسبة الحمل وأثبتت دراسات حديثة أن السيدات المصابات بالسمنة يصبن بتراكم الدهون حول المبيض وحول قناة فالوب؛ مما يؤدى إلى اضطرابات في عملية التبييض والتخصيب مما يعرقل حدوث الإنجاب.