في ثلاثة من أعداد هذه المجلة الثقافية جعلتها أنموذجاً لما وددت التمركز حوله والسباحة فيما يكون التطواف به والتحرك من خلاله فعسى ذلك أن يصل به ظني المتواضع وتأملي البسيط إلى شيء ذي فائدة وقبول لا بأس به.
العدد الأول (89) الصادر بتاريخ 15-11- 1425هـ وفي أقواس هذه المجلة (هذه الزاوية) مجرد سؤال للأستاذ عبدالحفيظ الشمري تحت عنوان (لماذا لا يبينون ما لديهم)، وقد جاء تحت هذا العنوان (يعجب الأديب والروائي العربي الطاهر وطار من أمر المتربصين بما يكتبه أو يقوله في المجال الأدبي.. بل إنه لم يخف امتعاضه الشديد من الأمر، إذ جعله مقدمة لروايته الجديدة (الولي الطاهر) فقد وسم هؤلاء المتربصين بأعماله من أجل الإساءة فقط بأنهم من النوعيات (الإرهابية) تلك التي تصادر كل شيء حتى يبقى الرأي الواحد الذي يدينون به).
العدد الثاني (98) الصادر بتاريخ 1-2- 1426هـ وفي صفحة المجلة المألوفة (أقواس) وضمن الزاوية (بعد أن) للأستاذ عبدالحفيظ الشمري تحت عنوان (بعد أن رحلت الجنادرية)، وما جاء تحت هذا العنوان بعد استدعائه.. (وإكمالها ما الذي يروعنا في استحواذه والظفر به من أمر الجنادرية ثقافة وتراثاً، فبعد رحيلها المدروس لم نتحدث ضمنها عن أي أمر وكأننا غير معنيين بما يجب أن تكون عليه علاقتنا معها..). العدد الثالث (115) الصادر بتاريخ 12-2-1426هـ وفي أقواس (المجلة) من زاويتها (بعد أن) للأستاذ الشمري تحت عنوان (بعد أن أصبحت الفوارق الثقافية واضحة)، ومما جاء تحت هذا العنوان ما يلي: الثالوث المهم في الحياة (المبدع والناقد والقارئ) يظل مهدداً بالتلاشي للأول.. وبالمجانية للثاني.. وبالغياب للثالث.. فالرحلة المعرفية لهذا الثالوث أصبحت غاية في الصعوبة من حيث التواصل مع أقطاب المعرفة الأخرى. تلك هي مشاهد وعلامات تأخذ غالباً السمات النقدية والتذكار في التنويه والملاحظة وتصب في خانة الثقافة والأدب، وقد ترتقي بذوق القارئ والمتابع إلى أساليب الوعي في التفكير والممارسة، وأعمال الفهم والسؤال والترجيح وتوظيف ذلك الاتجاه وهذا التوجه في إنماء وتطوير العملية الفنية والحركة التخصصية لكل فن.. فلا أدري لماذا توارت هذه الصورة واختفت في الأعداد المتأخرة؛ حيث اكتفى أستاذنا الشمري بمطالعاته الماتعة والمفيدة داخل نصوص بعيداً عن (مجرد سؤال، وبعد أن). هل بدعوى التغيير والترتيب بين وقت وآخر أم لاطمئنان الأستاذ الشمري بأنه ليس هناك ما يدعو إلى توجيه مثل هذه الإشارات والإيماءات إيجابياً فيما يعود بفائدة تذكر، وسلبياً بأنه لا جدوى منها على الإطلاق.. وأخيراً فهل نجد مثل ذلك مستقبلاً ويستفيد منه الثالوث المهم مبتدئاً بالقارئ والمبدع والناقد.. أم يظل الأمر موقوفاً على ما هو عليه الآن..؟ وددت أنني أدري.. لكن لست أدري..!
واصل عبدالله البوخضر – الأحساء