الثقافية - عبد المحسن الحقيل:
وفاء عبد الرحمن مثقفة سعودية اقتحمت عالم الرواية دون سابق إنذار.. اسمها ليس معروفاً على الصعيد الثقافي ولا حتى في عالم الشبكة العنكبوتية وكانت بدايتها مع النشر في روايتها (حب في العاصمة).. هنا مساحة لها لتعبِّر عن رؤاها الفنية وتجربتها الشخصية:
* البداية مع العنوان: هل اخترته لأنه مثير فقط؟ أم ترين أنه يمثِّل مفصلاً مهماً في عملك؟
- بما أني جديدة على الساحة الأدبية وهذا عملي الأول فقد شجعني ذلك على اختيار اسم حب في العاصمة كون الأحداث تسير في أحياء العاصمة الرياض.
* من خلال تجربتك لدار نشر خارجية ثم احتياجك لموزع سعودي.. كيف ترين هذه التجربة وهل تنصحين بها؟
- الحقيقة لا أستطيع تقييم دور النشر في السعودية لأني لم أمر بتجربة التعامل معها بعد وهذا لا يغنيني عنهم بالتأكيد، فأنا أسعى لتقديم فسح يجيز توزيع الرواية في السعودية، ولكن يمكنني أن أقول بأن تجربتي مع دار النشر الخارجية (دار فراديس للطباعة والنشر) لم تواجهني فيها أية صعوبات أو شروط روتينية، حيث إن الشرط الوحيد صلاحية العمل للنشر في عالم الرواية، كما يميزهم التواصل الدائم مع معارض الكتاب في جميع أنحاء العالم العربي.
*وفاء عبد الرحمن: اسم لا حضور له في عالم الشبكة العنكبوتية ولا في الصحف.. وليس له احتكاك مباشر بالمشهد الثقافي.. وتكون البداية برواية.. هل هذا منطقي؟
- أتمنى أن يفسح إصداري لهذه الرواية طريقاً لي للتواصل مع الجمهور السعودي والعالم العربي وأن أكون على قدر هذه المسؤولية، وتعليقاً على سؤالك في منطقية هذا العمل فهو لم يأت من فراغ أو قرار قمت بالتخطيط له. محاولاتي في الكتابة كانت ذاتية بدون أن يطلع عليها أي مخلوق فكل ما هنالك هو عشقي للقراءة منذ بدأت عيناي تفكان رموز الحروف في كل قصة تحتضنها يدي، وقد قرأت رواية الحرب والسلام وأنا لم أتعد العاشرة بعد من عمري وعندما نضجت الأفكار لدي لم تعد تطيقها حواجز نفسي وعقلي فتفجرت بقوة وكتبت هذه الرواية في ثلاثين صفحة خلال ليله بدأت بالساعة الحادية عشرة مساء ولم أفق من عوالم شخصيات القصة إلا والساعة السابعة صباحاً وبعدها ظللت حوالي السنتين أكتب في أحداثها.
* ماذا عن توقعاتك لعملك ومدى نجاحه من جهة؟ ومن أخرى ما هي أمنياتك له؟
- أتمنى أن يقبله القراء ويلاقى صدى جيداً لديهم. ولا يمكنني التوقع الآن وأنا أضع يدي على قلبي في انتظار ما سيحدث. ولكنني أتمنى أن يساهم في دعم قضية الدعوة لإعطاء الجيل الجديد حقه في تقرير المصير خاصة بعد انتشار المعرفة والثقافة بين صفوفهم فيجب أن يقتصر دور الآباء على النصح والتوجيه، ووصاية الأجيال على بعضها يجب أن تنتهي.
* لغة روايتك بسيطة تخاطب القارئ العادي وتبتعد عن النخبة والقارئ المثقف.. هل تعمّدت هذا؟ ولم؟
- اللغة طريق للوصول وكلما تيسّر عبور هذا الطريق ازداد محبوه ولغتي البسيطة التي أحبها تنسجم مع أفكاري بعفوية وتزيدها تألقاً في خاطري. ولكن هذا لا يمنع من احتمال توجهي في الكتابة للنخبة من خلال بعض الأعمال القادمة.. ربما!
* يقولون إن الرواية الأولى لكل مبدع غالباً ما تحمل سيرته الشخصية.. هل كانت وفاء عبد الرحمن موجودة في (حب في العاصمة)؟
- جميل أن يكتب الراوي سيرته الشخصية. ربما أكتب سيرتي الشخصية لاحقاً.. ورواية حب في العاصمة تعبِّر عن بعض أفكاري ولكن أحداثها المتتالية من بناء مخيلتي فقط وتعكس صورة للواقع الاجتماعي.
* حاولت الإحاطة بكثير من مشكلات العصر: المراهق الذي يدخن - الفتاة التي تقع في الحب - السائق - الخادمة - قسوة الأب والأخ الأكبر.. أترين هذا منطقياً في عمل واحد؟
- الرواية تتحدث عن عاشقين من عائلتين في مدينة الرياض هذه المدينة الجميلة التي تشهد نقله حضارية وثقافية سريعة جداً الأمر الذي يقابله صراع بين الأجيال ومقاومة شديدة للجيل الجديد فوجدتها فرصة لعلاج بعض المشاكل التي قد تواجهها بعض العوائل بدون أن يطغى ذلك على أبطال الرواية.
* كنت بارعة في رسم الشخصيات وتصوير التوتر النفسي لأبطال عملك.. ما التقنية التي مكّنتك من هذا؟
- أشكرك على إطرائك لكل روائي رؤيته التي من خلالها يميِّز السمات الشخصية والنفسية لأبطال الرواية وقد يكون استخدام عنصر الأحداث المفاجئة في الرواية وردود الفعل خلالها مع وصف بعض المشاعر قد ساعدني في النجاح بذلك.
* يبدو الثلث الأخير من روايتك أقل فنياً مما قبله.. ما سبب ذلك؟
- هذا رأيك وأنا احترمه. وأرى أن ثلثها الأخير مليء بالأحداث المثيرة والمفاجآت غير المتوقّعة وطبيعي أن تقتصر الرواية في نهايتها على شخصيات محدودة منها.
* بدت نهاية الرواية تقليدية جداً ولا تناسب جمالياتها.. ما سبب ذلك؟ هل اعتراك الملل؟
- حتى الآن انفردت أنت بهذا الرأي؛ فجميع الآراء التي سمعتها تقول بأن نهايتها تشكِّل أحد أهم العناصر المميزة في أحداث الرواية عندما طغى صوت العقل فيها لكنني سأنتظر رأي القراء في ذلك وأرجع وأقول رأيك على رأسي.