في مجال الإبداع الثقافي تتوقف الآلية التنموية إلى حد كبير وتتقدم الموهبة، يضمر عمل الوسائل والتنمية والصناعة، ويبرز جانب العطاء الذاتي والعبقرية الشخصية بجميع أشكالها من فنية جمالية أو علمية أو أدبية وتنتقل الثقافة من دائرة التذوق والنشر إلى دائرة الخلق والعطاء.
والإبداع الثقافي أنواع؛ فهو يأتي في الكلمة شعراً ونثراً كما يقوم في اللون والتشكيل وفي المادة تصور الحياة في القصص ويكون في إبداع الحركة والموقف والصورة مسرحاً وكلمة في البناء الفكري فلسفة وإنتاج فكر وفي الموروثات الشعبية والتزيين وتكوينات الخط!
(إن الإبداع الثقافي عامل مهم من عوامل التنمية ويرتبط غنى هذا الإبداع بحيوية المبدعين وقدارتهم الخلاقة ويؤثر الوضع الاجتماعي والاقتصادي للمبدعين على قدراتهم الفنية والإبداعية).
ويمكن تحقيق ذلك بتكثيف الإعلام والتحريك المتزايد للأعمال الفنية بالمعارض والنشرات وغيرها.
- إن التوصية الأساسية التي تقدم في مجال الثقافة الإبداعية عامة هي التشجيع والدفع وجعلها الهم الرئيسي في كل سياسة تنموية ثقافية، فالإبداع هو التعبير عن حيوية الثقافة، والثقافة التي يتوقف فيها الإبداع تدخل مرحلة الجمود والسكوت وتتوقف عن الحياة.
- إن ثمة نقصاً أو فراغاً في الثقافة العربية العامة في رؤية حضارية شاملة تحرك النهضة الثقافية وتستشيرها وأي نهوض ثقافي لابد له من نظرية معرفية متكاملة ينجم عنها موقف ثقافي مميز ونحن لا نزال نفتقد المنظور الشمولي المتكامل رغم ملايين الأبحاث في هذا السبيل ومثل هذه الرؤية الحضارية هي مسؤولية الكوادر الفكرية بالذات.. والإبداع الثقافي عملية طليعية، صحيح أنها تعتمد على القفز في المجهول وعلى ركوب التصورات ولكنها تتغذى أيضاً من النظريات العلمية سواء في العلوم الإنسانية والاجتماعية أم التطبيقية، كما تتغذى من جذور التراث وآفاق الطموحات البعيدة للأمة فهي القاعدة لكل منطلق فكري)، وبعد أن نخلص من هذا التصور فعلينا أن نقرر أن العمل الذي يجب أن تؤديه الجهات ذات العلاقة لصيانة الموروث الشعبي العربي:
1- التدخل لإلغاء الطابع التجاري عن عملية الإبداع بإبعاد المنتجات الثقافية من كتب ولوحات ودوريات عن الاستغلال المادي وتيسير تداولها بين الناس.
2- تأهيل المنشطين للعمل الثقافي وإعادة تأهيلهم باستمرار.
3- حماية الإبداع الفني الثقافي من عواقب التحرج الاجتماعي والسرقات الأدبية والفنية والإنتاجية.
4- التوثيق والتسجيل باعتبار الإبداع ثروة وطنية قومية.
5- فتح جميع قنوات التعاون لينمو الإبداع بالتلاقح الدائم والتلاقي المستمر لما ينشط العمل الموحد للثقافة العربية.
- ولو أخذنا حقلاً من حقول الفكر مثل الفن التشكيلي لوجدنا أنه حقق الكثير من التقدم ومن النشاط الفني في الفترة الأخير، ولكي يتطور الفن التشكيلي فلابد له من الأصالة وأن يعبر عن ذاتيتنا وأن يكون نابعاً من تراثنا وأسباب عدم تطور الفن التشكيلي.
- انعدام التربية الجمالية في مراحل التعليم ولابد أن نؤكد على وجود المعلم المدرب والمختص.
كما أن الإعداد التراثي المتين غير موجود لدى المدرس ولدى الطالب على السواء.