Al Jazirah NewsPaper Monday  28/07/2008 G Issue 13087
الأثنين 25 رجب 1429   العدد  13087
الملك عبدالله وجائزة نوبل
منيف خضير

معظم الذين فازوا بجائزة الملك فيصل الإسلامية فازوا فيما بعد بجائزة نوبل العالمية للسلام، وحينما سئل خالد الفيصل عن ذلك، وهل هذا دلالة على مصداقية جائزة الملك فيصل أجاب حينها بذكائه المعهود بل يدل ذلك على مصداقية جائزة نوبل!

هذه الأيام أنهى رئيس التحرير الأستاذ خالد المالك كتابة عدة مقالات تتحدث عن أحقية الملك عبدالله بن عبدالعزيز (خادم الحرمين الشريفين) بجائزة نوبل، والملك - بالمناسبة - أحد الفائزين بجائزة الملك فيصل الإسلامية كرجل للسلام، وإذا تركنا العاطفة جانبا فلنا أن نتساءل في عهد خادم الحرمين الشريفين مثل هذه التساؤلات بحرية تتنامى مع الأيام فهل يستحق الملك عبدالله جائزة نوبل للسلام؟ وماذا قدم للبشرية حتى نرى - مع من يرى - أنه يستحق الجائزة؟

وأنا شخصياً سأجيب كما أجاب الرياضي المحنك صالح الحمادي حينما سأله صحفي أجنبي أي الفرق السعودية أفضل؟ فقال له: الهلاليون يقولون الهلال، والنصراويون يقولون النصر والاتحاديون والأهلاويون كذلك - ولكني إن سألتني من أكثر بطولات سأقول الهلال، ومن أكثر الأندية تقديما للنجوم فسأقول الهلال ومن أكثر الفرق جماهيرية أقول لك الهلال، فقال الصحفي الأجنبي إذن الهلال أفضل الفرق السعودية.

دعونا نستعين بذات الحجة لمعرفة هل يستحق مليكنا هذه الجائزة - والتي ستتشرف به وليس العكس -؟ إذا نظرنا الى الجانب السياسي فإن الفائزين من الساسة العرب وهم أنور السادات وياسر عرفات، ومن المؤكد أنه تم ترشيحهما على خلفية مواقف تتعلق بالتطبيع مع إسرائيل أو السلام، والملك عبدالله من أشهر دعاة السلام في العالم فهو صاحب مبادرات تاريخية لحل الخلافات مع إسرائيل، كما أن دعوته الأخيرة - حفظه الله - لحوار الأديان كفيلة بترشيحه لأعلى الجوائز باعبتارها مبادرة فريدة من نوعها ترسخ مبدأ الحوار الذي بدأت فعالياته محليا أولاً عبر الحوارات الوطنية في مختلف مناطق المملكة ولمختلف الأطياف إضافة الى لقائه التاريخي ببابا الفاتيكان الشهير الذي قرن فيه أقواله بأفعاله (تطبيق عملي بعيداً عن البهرجة الإعلامية) ولا ننسى محاربته للارهاب ودعوته لعقد المؤتمر الدولي لمكافحة الارهاب وتسخيره لإمكانات بلاده لمحاربة هذا الفكر في كل دول العالم، فمن يقوم بكل ذلك أليس هو الأحق بجائزة نوبل؟

أما إذا نظرنا إلى الجانب الإنساني في شخصيته فمملكة الإنسانية أصبحت حقيقة لا شعاراً، حيث تتبنى المملكة مئات الأطفال السياميين لعلاجهم مجاناً ومن مختلف دول العالم حتى تقدمت المملكة في هذا المجال على دول لها باع طويل في هذا المجال مثل بريطانيا وأمريكا وبإمكان الرجوع الى عدد الحالات التي عولجت، وتم الكشف عنها لمعرفة صدق ما نتحدث عنه - ومن يُشرف بنفسه على حالات كهذه ألا يستحق الجائزة؟!

إنني أضم صوتي لصوت أستاذنا خالد المالك، فمصداقية الجائزة ستكون على المحك إن لم يفز بها ملك الإنسانية.



mk4004@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد